كتب سوبوتين:
ستكون أزمة قطر أحد الموضوعات، التي ستناقش خلال لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الذي سيزور موسكو عقب انتهاء قمة العشرين، التي ستعقد يومي 7 و8 يوليو/تموز الجاري في هامبورغ.
وبالطبع توجد لدى روسيا والمملكة السعودية سلسلة من المواقف السياسية المختلفة. بيد أن موسكو تحاول في أزمة قطر إيجاد مقاربة متوازنة إلى كلا الجانبين. ولقد كانت هذه المسألة موضع نقاش خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس بوتين وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، حيث "أكد بوتين أهمية الجهود السياسية–الدبلوماسية المبذولة لتجاوز هذا الوضع الصعب"، - بحسب بيان الكرملين. كما أن الرئيس بوتين تطرق إلى هذه المسألة خلال المكالمة الهاتفية مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.
غير أن المقاطعة الدبلوماسية لقطر لن تكون النقطة الرئيسة في مباحثات العاهل السعودي والرئيس بوتين؛ لأن الجانبين كثفا اتصالاتهما في مجال العلاقات الاقتصادية. فقد سبق أن أشار وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، إلى إمكان أن تنشئ موسكو والرياض صندوق استثمارات مشترك، وخاصة في مجال الشركات الخدمية في المملكة والشرق الأوسط.
وفي هذا الصدد، أشار كبير الأساتذة في قسم العلوم السياسية بمدرسة الاقتصاد العليا ليونيد إيسايف إلى أن "نية المملكة السعودية بناء علاقات اقتصادية مع روسيا، تبدو كمحاولة لربطها اقتصاديا، ليصبح من السهل الاتفاق معها بشأن المسائل السياسية في المنطقة. لذلك لا أعتقد أن زيارة العاهل السعودي مرتبطة فقط بوضع قطر. وإن منطق تطور العلاقات الروسية–السعودية كان يجب أن يؤدي إلى هذا. فقد تحسنت العلاقات تدريجيا، وقد آن الأوان، الذي يجب فيه باعتقادي الجواب على أعلى المستويات عن مجموعة مسائل، وخاصة من جانب المملكة السعودية. وبالطبع، فإن مسألة قطر ستدرج في جدول الأعمال، ولكن هناك مسائل اقتصادية تقلقنا"، - كما يشير ليونيد إيسايف.
وبحسب الخبير، ستسمح أزمة قطر لموسكو بالحصول عبر هذه المباحثات على الكثير من الرياض، وقال: "السؤال المبدئي يكمن في البديل الذي يمكن أن نقدمه. فقد سبق عمليا أن ركزنا على استقرار سوق النفط بدلا من أزمة اليمن".
ولكن الخبير يشك في أن تتخذ روسيا موقفا واضحا مواليا للملكة مقابل الفوائد الاقتصادية، لأن من مصلحة روسيا لعب دور متوازن والحفاظ على علاقاتها مع جميع أطراف النزاع.
ويشير إيسايف إلى أن زيارة العاهل السعودي تشكل مستوىً جديدا للاتصالات. أي سيكون بالإمكان التوصل إلى اتفاقات حتى بشأن القضايا المعقدة والمسائل المبدئية.
إلى ذلك، يعتقد ليونيد إيسايف أن نتائج المباحثات ستتمثل في التالي: أولا، الاحتفاظ بمستوى العلاقات الحالي نفسه. ثانيا، من المرجح حصول تقدم ملحوظ في إحدى المسائل، بما فيها في المجال الاقتصادي. وثالثا، وهذا الاحتمال ضئيل، قد نتفق مع الرياض على مواقف مبدئية جديدة.
ترجمة وإعداد: كامل توما