تلاحظ المحللة الاقتصادية أولغا سولوفيوفا في مقال نشرته صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" أن الوضع بلغ ذروته في النزاع التجاري الأمريكي-الألماني، وذلك عندما ألغى وزير التجارة الأمريكي ويلبور روس يوم الثلاثاء 27/06/2017 وبصورة مفاجئة زيارته المقررة إلى برلين، والتي كان هدفها محاولة تجنب المواجهة في العلاقات التجارية مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي.
وتذكِّر الكاتبة بموقف الرئيس دونالد ترامب المعروف بمناهضته هيمنة البضائع الأجنبية في السوق الأمريكية، واتهامه الصين والعديد من الدول الأوروبية وخاصة ألمانيا في استخدام وسائل غير نزيهة لتحقيق ميزان تجاري إيجابي في العلاقة مع الولايات المتحدة. وقد قال ترامب إن الألمان "سيئون وسيئون جدا"، في إشارة منه إلى ملايين السيارات الألمانية التي تباع في السوق الأمريكية، مهددا بالقول: "سوف نوقف ذلك"، كما جاء في المقال نقلا عن مجلة "دير شبيغل" الألمانية.
وتتعرض المحللة الاقتصادية لمؤشرات العجز التجاري بين الدولتين، وتخلص إلى القول إنه لم يكن لدى ألمانيا مع أي بلد آخر مثل هذا العجز الواسع في الميزان التجاري مثلما هو الحال عليه مع الولايات المتحدة، كما أظهرت مؤشرات الربع الأول من العام الجاري 2017، ومرة أخرى فان هذا العجز هو لمصلحة ألمانيا كما تقول الكاتبة الاقتصادية.
وتوضح الكاتبة أن الأمر لا يتوقف عند إغراق الولايات المتحدة بالسيارات الألمانية التي تشكل مصدر قلق للبيت الأبيض. إذ إن واشنطن في شهر مارس/آذار الماضي اتهمت الصين وألمانيا بإغراق السوق الأمريكية بالحديد الصلب. وأمر ترامب بإجراء تحقيق في هذا المجال حول مخاطره على الأمن القومي الأمريكي باعتبار أن "الحديد مهم لاقتصادنا وجيشنا على حد سواء، وهذا ليس هو المجال الذي يمكننا فيه الاعتماد على الدول الأخرى"، - كما قال الرئيس الأمريكي.
بدوره، وعد وزير التجارة الأمريكي ويلبور روس بأن تستخدم إدارة ترامب من أجل معالجة هذه القضايا "مجموعة واسعة من الأدوات"، والتي فهمت منها الكاتبة "وضع حواجز من الرسوم الجمركية" على العديد من السلع الأجنبية.
من جانبه، حذر الاتحاد الأوروبي واشنطن من تطبيق هذه الإجراءات، وتوعدتها بروكسل بتطبيق "إجراءات مضادة"، كما نقلت الكاتبة عن لسان المفوضة الأوروبية للتجارة سيسليا مالمستروم في حديث لها مع صحيفة "فايننشال تايمز"، والتي قالت: "يجب أن نكون حذرين في استخدام مصطلح "حرب تجارية"، وأضافت أنه "أمر مؤسف جدا للعالم بأجمعه في حال وقوعه". كما شددت مالمستروم على أن بروكسل سوف تضطر إلى الرد على أي أضرار قد تلحق بالشركات الأوروبية".
هذا، واستدركت الكاتبة الاقتصادية بالقول إن خطط الولايات المتحدة للتخلص من العجز التجاري مع ألمانيا على الأرجح لن تكون مرضية لأوروبا. ووفقا للكاتبة فإن واشنطن ستخفض العجز عبر زيادة تصدير الغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي، و"نريد أن نحصل (من الأوروبيين) على تلك الحصص في سوق الغاز الطبيعي المسال، التي هي الآن حكر على بلدان أخرى" في تلميح مباشر للوزير روس إلى روسيا التي تعد واحدة من الموردين الرئيسين للغاز في السوق الأوروبية، - بحسب الكاتبة أولغا سولوفيوفا.
ترجمة وإعداد: ناصر قويدر