ويعتمد الكاتبان في تقييمهما على تصريحات البيت الأبيض الأخيرة، التي تتهم الحكومة السورية بالتحضير لاستخدام الأسلحة الكيميائية، الأمر الذي سيؤدي إلى "موت جماعي للمدنيين، بمن فيهم "الأطفال الأبرياء"، وبـأن "بشار الأسد وقواته المسلحة سيدفعان ثمنا باهظا" في حال استخدام السلاح الكيميائي.
وتذكر الصحيفة أنه وعلى الرغم من تحذير وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي بنظيره الأمريكي تيلرسون من "عدم إمكان القبول بالاستفزازات ضد الجيش السوري"، فإن تهديدات المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر بشأن "السيناريو الكيميائي"، في اليوم التالي من المحادثة الهاتفية بين الوزيرين، تشير إلى وجود نوايا أخرى لدى الإدارة الأمريكية لتحويل الحكومة السورية إلى عدو "مشروع".
ويعرب الصحافيان عن القلق البالغ إزاء الاتهامات الحالية للحكومة السورية، ويذكَّران بالضربة الصاروخية، التي وجهها الأمريكيون في أبريل/نيسان الماضي إلى قاعدة الشعيرات الجوية بسبب اتهام دمشق بهجوم خان شيخون الكيميائي، من دون أي إثبات يشير إلى ضلوعها في ذلك. هذا، على الرغم من أن وسائل الإعلام الغربية سرعان ما برهنت إثر ذلك على أن الحكومة السورية كانت بريئة من هذا الاتهام، وأن الرئيس دونالد ترامب كان يعلم بذلك مسبقا.
وتورد الصحيفة ما صرح به النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي فرانتس كلينتسيفيتش من أن الولايات المتحدة "تعد لتوجيه ضربة بالغة الخطورة إلى سوريا"، وأن واشنطن وصلت إلى المرحلة النهائية من مسعاها لإزاحة الأسد وحكومته، "لتبدأ بعدها محاولة تقطيع أوصال سوريا"، - كما نقلت الصحيفة عن السيناتور الروسي.
إلى ذلك، تورد الصحيفة رأي سيناتور روسي آخر، وهو عضو لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد أوليغ موروزوف، الذي رأى في ما يحدث "جزءا من الحرب الإعلامية، وأداة ضغط علينا وعلى الأسد ومحاولة مقصودة لإعلانه مذنبا في كل المصائب، التي تعاني منها سوريا"، - كما قال موروزوف.
وتقول الصحيفة إن الخبراء يشاطرون موروزوف موقفه هذا، حيث يقول الباحث العلمي الأقدم في معهد الاستشراق التابع للأكاديمية الروسية للعلوم فلاديمير سوتنيكوف إن "النجاحات العسكرية لجيش الجمهورية العربية السورية في الحرب، سواء ضد مجموعات المعارضة المسلحة أو ضد مسلحي تنظيم "داعش"، لا ترضي الدوائر الأمريكية التي يسترشد بها ترامب".
ويضيف المستشرق أن موقف الأمريكيين إزاء وجود الرئيس الأسد على رأس السلطة في بلاده، "لم يطرأ عليه تغيير، وهم لا يرغبون برؤيته في السلطة"، كما جاء في مقال الصحيفة.
يجب القول إن السيناتور كلينتسيفيتش يرى أن الأهداف، التي تكمن وراء هذه الممارسات الأمريكية، هي "حماية المختصين الأمريكيين الموجودين هناك، وإضعاف الجاهزية القتالية للقوات المسلحة السورية بشكل حاد، وفي الوقت نفسه جس نبض روسيا ورد فعلها على ذلك."
وختمت الصحيفة بالقول إن مثل هذا التطور للأحداث سيكون سلبيا بالنسبة إلى روسيا، بحسب فرانتس كلينتسيفيتش: "لأننا في كل الأحوال، سنكون مذنبين في كل شيء". ويضيف عضو مجلس الاتحاد: "لم يبق سوى القليل من الوقت لوقوع الاستفزاز المباشر، حينئذ سيكون علينا الرد مهما كلف الأمر، والتكشير عن أنيابنا"، - كما صرح النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي فرانتس كلينتسيفيتش.
ترجمة وإعداد: ناصر قويدر