مباشر

ما الذي يمكن انتظاره من ولي العهد الشاب في السعودية

تابعوا RT على
تطرق الكاتب دميتري نيرسيسوف إلى الحيثيات، التي دفعت العاهل السعودي إلى التسرع في تعيين ابنه وليا للعهد؛ مشيرا إلى المهمات التي يجب على الأمير الشاب إنجازها في المستقبل.

يقول المحلل السياسي في مقاله الذي نشره موقع "برافدا.رو": مبدئيا، لم يحدث شيء غير متوقع. ولم يخامر أحدا أدنى شك في أن مسألة تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد هي مسألة وقت، ليس إلا. 

 ولم يكن من قبيل المصادفة، كما يقول الكاتب، أن الأمير الشاب، الذي يبلغ من العمر (31 عاما) أصبح وليا لولي للعهد منذ سنة، وشغل في الحكومة منصب النائب الثاني لرئيس الحكومة ووزير الدفاع.

ويضيف الكاتب أن الأمير ابن سلمان أوكل إليه الإشراف على القطاع الاقتصادي والطاقة، حيث وضع خطة استراتيجية للإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية "رؤية 2030". ويعمل على الإعداد لخصخصة أكبر شركة نفط في العالم - "أرامكو السعودية".

والأمير محمد بن سلمان أيضا مسؤول عن إصلاح الجيش، فضلا عن الإشراف على العملية العسكرية الدولية في اليمن، والتي تتزعمها الرياض. كذلك، فهو الذي قاد المباحثات السياسية الخارجية الأكثر أهمية في موسكو وواشنطن.

وهكذا، كما يقول نيرسيسوف، كان نطاق صلاحيات الأمير الشاب في البداية واسعا جدا، بحيث كان واضحا أن عملية تحوله من ولي ثانٍ الى ولي للعهد هي مسألة وقت. وعلى الرغم من كل ذلك، ينظر الكاتب إلى قرار الملك هذا كـ "ثورة صغيرة".

ويلفت الكاتب الانتباه إلى أن السعودية تقترب من نقطة انعطاف دراماتيكية في تاريخها ومن دون أي مبالغة". فمع موت العاهل السعودي الحالي الطاعن في السن، سينتهي عهد الأبناء المباشرين لمؤسس المملكة العربية السعودية عبد العزيز آل سعود، وستنتقل السلطة إلى جيل جديد، ولكن ليس إلى جيل يبلغ متوسط عمره الخمسين مثل ابن نايف، بل إلى جيل شاب في الثلاثينيات من العمر مثل ابن سلمان.

أما بشأن التحديات التي قد تعوق نقطة الانعطاف الدراماتيكية في تاريخ المملكة العربية السعودية، فيرى المحلل نيرسيسوف أن كبرى المشكلات تكمن في كسب ولاء العديد من القبائل والعشائر والعائلات، وأن هذا الولاء تقليديا كان يتم شراؤه، وخاصة أن السعودية دولة غنية والنفط وفير.

غير أن الوضع اليوم بات يختلف تماما، إذ إن النفط في السعودية لم يصبح أقل، لكن سعره هبط. ولم تعد خزينة الدولة قادرة على تلبية الحجم المعتاد للالتزامات المتوجبة عليها. ولذا، كما يرى الكاتب، أصبح ملحا للغاية - إنشاء آليات جديدة للوصول إلى الاحتياطيات المالية، وكذلك نظام جديد لإعادة توزيع الثروة. وإن هذه، هي المهمة الأساس لاستراتيجية الإصلاح تحت قيادة ابن سلمان، وإن الاستقرار في المملكة يعتمد بشكل مباشر على مدى نجاحها.

ويضيف دميتري نيرسيسوف أنه إضافة الى الصراعات والحروب الخارجية، التي تحيط بالمملكة من جهاتها المختلفة، والتي تشكل عامل تهديد جديا لأمنها واستقرارها، فإن "كل جزء من المملكة السعودية ينطوي على تهديدات محتملة للنظام الحاكم. وليس مصادفة، كما يقول الكاتب، شراء الرياض كميات هائلة من الأسلحة والمعدات العسكرية. ولعل المملكة ليست قلقة من آفاق وتهديدات الصراعات الخارجية، بقدر قلقه من ضرورة قمع السخط في داخل البلاد.

ويخلص الكاتب إلى أن الأمن والاستقرار في السعودية، بل وفي عموم الشرق الأوسط، يتوقف على مدى قدرة الملك الشاب المقبل محمد بن سلمان في تخطي هذه الصعوبات وإنجاز هذه المهمات.

ترجمة وإعداد:   ناصر قويدر

 

 

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا