قال العطية في مقاله إن الدوحة ترى في ذلك محاولة لإطاحة السلطة في بلاده. وإن المجتمع الدولي أصيب بصدمة عندما عرف بالاتهامات، التي نُسبت إلى أمير قطر ونشرت على الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء القطرية "قنا" في صباح يوم 24 مايو/أيار الماضي.
وأضاف: فور ظهور الأخبار، وخلال دقائق معدودة، ظهرت تعليقات جاهزة على قناتي "سكاي نيوز" و"العربية"، في إشارة منه إلى أن ما جرى تم الإعداد له مسبقا، وأنه موجه "ضد دولة قطر وقيادتها الشابة". ويدعم السفير رأيه بإيراد تأكيد لوزير خارجية بلاده محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في أثناء زيارته لموسكو يوم 10/06/2017، والذي قال إن "الدول الشقيقة – أعضاء مجلس التعاون الخليجي لم تناقش معنا أي مسائل ترتبط بالاتهامات الموجهة ضد قطر، سواء في أثناء الاجتماع السداسي لوزراء الخارجية عشية اللقاء مع دونالد ترامب في جدة، أو خلال اللقاء مع الرئيس الأمريكي، أو حتى بعد انتهاء زيارته إلى السعودية".
وأضاف السيد العطية أن الدول المقاطعة لقطر اتخذت إجراءات أخرى – برية، جوية وبحرية لفرض الحصار على الدولة القطرية. ورأى كاتب المقال أن هذه الإجراءات هي انتهاك للقوانين الدولية وحقوق المواطنين والعائلات المختلطة في الحركة والتنقل، ووصف هذه الإجراءات بأنها "غير شرعية وغير إنسانية".
وفي الدفاع عن بلاده واتهامها بدعم الإرهاب، ذكًر سفير دولة قطر بأن الإدارة الأمريكية وقبل عدة أشهر فقط، اتهمت السعودية بدعم الإرهاب؛ مؤكدا أن غالبية المتهمين بتنفيذ الهجمات الإرهابية، التي وقعت في نيويورك في عام 2001، هم – مواطنون سعوديون وإماراتيون، ولا يوجد بينهم أي مواطن قطري، - كما كتب السفير في مقاله.
ويشيد العطية بموقف بلاده، التي انتهجت سلوكا متزنا، بعيدا عن التصريحات الحادة؛ مشددة على وحدة دول الخليج وضرورة حل الخلافات عبر الحوار، وساندت دور الوساطة الذي يلعبه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح.
وعلى العكس من ذلك، وكما يقول فهد العطية، فإن موقف الدول التي قاطعت بلاده اتسم بالارتباك والتناقض.
ويعرب السفير عن ثقته بأن الحملة الموجهة ضد بلاده، وموجة الضغط التي تتعرض لها قطر، تهدف إلى إسقاط النظام القائم هناك، وتشكيل حكومة تكون خاضعة لمشيئة السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة"؛ مشيرا إلى أن قطر معروفة كدولة تنتهج سياسة مستقلة دعمت دائما الاحتجاجات المناهضة للحكومات خلال الربيع العربي.
كما يشير السفير في هذا الجانب إلى أن السعودية والإمارات استخدمتا بنشاط مواردهما المالية والدينية في محاولة للضغط على الدول الفقيرة لكي تقطع علاقاتها مع قطر.
ولذلك كله، يؤكد السفير أن ما يحدث يمكن وصفه "كمحاولة لإسقاط النظام في الدوحة".
ويختتم السيد فهد العطية، مقاله بأن الدوحة، وفي ظل هذه الظروف، تنظر باهتمام خاص إلى رد فعل الحكومة الروسية، التي تربطها بموسكو علاقات الصداقة والتعاون الاقتصادي في مجالات استثمار النفط والغاز والمجالات الاخرى.
إلى ذلك، قال سفير دولة قطر في موسكو إن الحكومة القطرية تثمن عاليا موقف روسيا البناء، الذي يعارض مقاطعة دولة قطر وحصارها.
ترجمة وإعداد
ناصر قـويدر