كتب غيورغي أستاريان وأندريه أونتيكوف:
تعد موسكو قائمة موحدة بأسماء المنظمات الإرهابية، وستقدمها لاحقا إلى إدارة مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، التي سيرأسها دبلوماسي روسي، - بحسب تصريحات مصادر دبلوماسية روسية مطلعة للصحيفة. وقد أشارت هذه المصادر إلى استعداد موسكو للعب دور نشيط في عمل هذه الإدارة الجديدة. بيد أن جميع القرارات الخاصة باستخدام القوة تبقى من صلاحيات مجلس الأمن الدولي.
ومن المعلوم ألا رأي موحدا بين أعضاء المنظمة الدولية بشأن تحديد مفهوم "الإرهاب" والمنظمات الإرهابية. ومع ذلك، فقد رحبت موسكو بقرار إنشاء هذه الإدارة الدولية لمحاربة الإرهاب، بل وأعربت عن استعدادها للعمل بنشاط مكثف فيها.
ويقول المصدر الدبلوماسي للصحيفة إن قائمة بأسماء الأشخاص، الذين يمارسون النشاط الإرهابي، قد أعدت. ويجري حاليا مواءمتها، وبعد الانتهاء من تشكيل الإدارة الجديدة سيتم التنسيق بشأنها.
من جانبه، أوضح مصدر آخر مقرب من الأمانة العامة للمنظمة الدولية للصحيفة أُسس تشكيل هذه الإدارة الجديدة. وقال إن أعضاء هذه الإدارة سيكونون في الغالب من العاملين في الأمانة العامة للأمم المتحدة، ويرحَّب بترشيح الدول الأعضاء في المنظمة الدولية ممثليها إلى عضوية الإدارة الجديدة.
ويذكر أن 193 دولة عضوا في الأمم المتحدة وافقت يوم 16 يونيو/حزيران الجاري على إنشاء الإدارة الجديدة. وقد رحب الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش بهذا الإجماع الدولي، وقال إن "أي بلد يدعم الارهاب سوف يدفع ثمنا باهظا لذلك عاجلا أم آجلا". وسوف يصبح رئيس الإدارة الجديدة نائبا للأمين العام للمنظمة الدولية، حيث ستكون مهمته توفير قيادة استراتيجية وتنسيق عمل الإدارة الجديدة".
وتتضمن مهمات الإدارة الجديدة، توحيد مفهوم "الإرهاب"، وهي عملية صعبة يدركها الجميع. لذلك لم تشكَّل هذه الإدارة خلال فترة طويلة. وحاليا هناك مئات التعريفات لمفهوم الإرهاب. وعلاوة على ذلك، توجد لدى كل بلد قائمته بالمنظمات الإرهابية.
وستقوم الإدارة الجديدة في المرحلة الأولية بتنسيق نشاط البلدان الأعضاء في المنظمة الدولية في محاربة المنظمات الإرهابية المعترف بها، - بحسب المصدر.
هذا، وتعمل حاليا في مجلس الأمن الدولي لجنة خاصة لمكافحة المنظمات الإرهابية التي يتفق بشأنها الجميع، مثل "داعش" و"جبهة النصرة" "بوكو حرام" و"القاعدة" مع فروعها.
لكنَّ هناك منظمات أخرى لم يحصل اتفاق على اعتبارها "إرهابية" مثل جماعة "الإخوان المسلمين"، التي تعدُّها روسيا والمملكة السعودية والإمارات ومصر منظمة إرهابية، في حين أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا يعدانها إرهابية. وفي المقابل، تعدُّ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "حزب الله" منظمة إرهابية، في حين أن روسيا وإيران لا تتفقان معهما في ذلك.
يقول النائب السابق للأمين العام للمنظمة الدولية سيرغي أورجونيكيدزه أنه سيكون من الصعب جدا توحيد تعريف الإرهاب. ومع ذلك، فإن إنشاء الإدارة الجديدة هو خطوة كبيرة يمكن اعتبارها نجاحا للدبلوماسية الروسية أيضا.
ترجمة واعداد كامل توما