تقول الصحيفة إن هناك حالة غريبة نشأت في منطقة الخليج: طرفا الصراع الحالي – السعودية وقطر حليفان عسكريان للولايات المتحدة، لكن زعماء هذين البلدين نشطوا مؤخرا في الاتصال مع موسكو وليس مع واشنطن.
- جاء وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في زيارة عمل إلى موسكو، وناقش مع نظيره الروسي تطورات الوضع المتأزم حاليا، كيف تقيمون الوضع في عمومه؟ وما هي الثمار التي يمكن أن تأتي بها مهمة الوساطة الروسية؟
هنا من الضروري أولا فهم السياق العالمي لما يجري. لقد اعترفت السعودية وقطر واقعيا بالهزيمة في سوريا. بمعنى آخر، حصل ما تحدثنا عنه وما كنا نتوقعه في السابق من أن الحرب في سوريا ستنتهي بطريقة بسيطة جدا – حين يتوقف تمويلها. وهذا تحديدا ما حدث. وبفضل نشاطنا الدبلوماسي، وبفضل الاتفاقات مع الإيرانيين والأتراك، يعود السلام إلى سوريا.
لقد أنفقت السعودية وقطر مليارات الدولارات لدعم المتمردين، دون أن تجنيا أي شيء من ذلك. وبقيت سوريا دولة علمانية، وفشل الوهابيون في تحقيق مآربهم. لقد راهن السعوديون والقطريون على الانقسام بين السنة والطوائف الدينية الأخرى، وفشل هذا الرهان كذلك، ولم يتخل السنة عن الرئيس بشار الأسد.
بيد أن الوضع في إدلب يبقى متفاقما. وكان على الأتراك ترتيب الوضع هناك، لكن الصراع على تقاسم النفوذ، الذي بدأ بين مجموعات المتمردين كافة، بمن فيهم "الإخوان المسلمين"، حال دون ذلك.
أعتقد أن المشكلة الرئيسة، وكما كان عليه الأمر في السابق، بقيت قائمة في إدلب. ومن المحزن جدا أن تنفَق عشرات المليارات إن لم يكن المئات منها من دون أي نتيجة. لقد صرفوا أموالا جنونية في سوريا، والآن يريدون التسول من أجل إدلب، ولا سيما أنهم اشتبكوا فيما بينهم هناك.
- اللعبة السعودية خطرة، بمعنى أنها بالحرف الواحد تلقي بقطر في أحضان إيران؟
سؤال كبير جدا، ولكن، هل ستقبل إيران بقطر في أحضانها؟ على الرغم من أن الأمير القطري ذهب فعلا إلى طهران، فإن اللعبة قد انتهت، ومن المهم أن نفهم أن الوضع المالي أصبح هنا وهناك صعبا للغاية. نحن تعودنا على أن الشيوخ – أناس أثرياء جدا ويبالغون في الإنفاق، ولكنهم في حقيقة الأمر يحسبون أكثر بكثير مما ينفقون، والوضع المالي لكلا البلدين (السعودية وقطر) صعب جدا في الوضع الراهن، وعلى وشك الانهيار.
- القواعد العسكرية الأمريكية موجودة في السعودية وقطر. ما يعني وجود نزاع هناك داخل الأسرة، وكان على واشنطن أن تصلح بينهما، ولكن لماذا هما اختارا مناقشة ذلك مع الرئيس الروسي. ما الذي يجري؟
بحسب وجهة نظري، إن النقطة الرئيسة هنا هي – اعترافهم بالهزيمة في سوريا. وروسيا هي الحليف الأهم للرئيس بشار الأسد مع إيران. ويوجد لدى قطر علاقة جيدة مع تنظيم الإخوان المسلمين، وهذا التنظيم محظور في السعودية، في حين أن محافظة إدلب واقعيا تقع تحت سيطرة "الإخوان المسلمين"، والصورة غير واضحة في الوقت الراهن هناك. ولكن ما هو واضح، هو أن - السعوديين والقطريين يحتاجون إلى الخروج من الحرب مع حفظ ماء الوجه، فضلا عن حرب اليمن، حيث تسير الأمور بشكل سيئ للغاية في ظل موارد مالية غير كافية.
والولايات المتحدة لن تساعدهم في الخروج من الحرب، في حين أن روسيا – تملك القدرة الكافية لذلك.
ترجمة وإعداد
ناصر قويدر