كتب أونتيكوف:
تعتقد موسكو أن الوقت قد حان لمناقشة مسألتي إعادة إعمار سوريا وعودة ملايين النازحين إلى ديارهم، وترى أن جنيف قد تكون أفضل ساحة لذلك. هذا ما صرح به للصحيفة مصدر في الدوائر الدبلوماسية الروسية، والذي أضاف أن دمشق تفكر في هذه المسألة أيضا.
هذا، وستبدأ في جنيف، إضافة إلى مسائل تسوية الأزمة السورية، مناقشة نقطتين مهمتين: الإنعاش الاجتماعي–الاقتصادي، ومسألة عودة النازحين إلى ديارهم.
ويقول المصدر بهذا الشأن: "لقد آن الأوان لمناقشة هاتين النقطتين في إطار مفاوضات جنيف إلى جانب المشكلات المتعلقة بمحاربة الإرهاب وتشكيل حكومة انتقالية وصياغة الدستور الجديد وإجراء الانتخابات.
ويذكر أن آخر المعطيات المنشورة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تفيد بأن سوريا تكبدت نتيجة النزاع 259 مليار دولار (تقرير لجنة الأمم المتحدة لغرب آسيا)، في حين أن خبراء الاقتصاد يقدرون الخسائر بنحو 300 مليار دولار.
يقول كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الاستشراق بوريس دولغوف، في حديث إلى الصحيفة، إن مسألة إعادة إعمار سوريا مدرجة في جدول العمل داخل سوريا منذ زمن بعيد. لأنها تأتي في المرتبة الثانية من ناحية الأهمية بعد مسألة وقف إطلاق النار. لذلك يجب على جميع الهيئات والمنظمات الدولية والبلدان، وفي مقدمتهم تلك التي تساهم بهذا الشكل او ذاك بتسوية الأزمة السورية.
وهذا يفتح مجالا واسعا أمام رجال الأعمال الروس، وخاصة أن السلطات السورية أعلنت مرارا أنها ستمنحهم الأولوية. كما أن لدى دمشق خططا لإعادة بناء الاقتصاد، حيث يجري حاليا تنفيذ بعض منها في حلب مثلا. وطبعا ستتاح الفرصة للدول والمنظمات الدولية، التي يقلقها مصير النازحين، لتقديم المساعدات اللازمة إليهم. ولكن لم تظهر أي مبادرات من جانبهم حتى الآن.
كما أن إلغاء واشنطن وبروكسل وبعض دول المنطقة العقوبات المفروضة على سوريا هو أمر مهم. وقد سبق أن اعلنت روسيا مرارا أن هذه العقوبات تضر بالناس البسطاء فقط.
بيد أن مشكلة اللاجئين هي الأخرى ليست بسيطة. فبحسب معطيات مكتب المفوض السامي لشؤون اللاجئين، بلغ العدد الرسمي المسجل، للذين غادروا سوريا حتى مارس/آذار الماضي، أكثر من خمسة ملايين شخص. كما أن هناك نازحين داخل سوريا غادروا ديارهم هربا من الحرب، وتوجهوا إلى مناطق أكثر أمنا، ويقدر عددهم بـ 824 ألف شخص.
ويقول المحلل السياسي السوري طالب زيفا إن عودة اللاجئين إلى الوطن هو الخيار الأمثل والوحيد. ويضيف أن بين اللاجئين يوجد بالطبع إرهابيون وممثلون للمعارضة المسلحة. لذلك لن يسمح للإرهابيين بالعودة إلى سوريا ويجب محاكمتهم. أما المعارضون فيمكنهم الاستفادة من مرسوم الرئيس الخاص بالعفو والعودة إلى حياتهم الطبيعية.
ترجمة وإعداد: كامل توما