جاء في المقال:
قال العضو-المراسل في الأكاديمية الروسية للعلوم العسكرية سيرغي سوداكوف للصحيفة إن "لامتلاك التكنولوجيا النووية، يجب أن تكون الدولة غير منبوذة، وتعترف بها بقية بلدان العالم. في حين أن كوريا الشمالية تعيش في بعد زمني آخر، ولا تشبه أي دولة من دول الجغرافيا السياسية الحديثة في العالم: لهذا السبب، يعد اقتناء السلاح النووي في بلد مثل كوريا الشمالية أمرا فائق الخطورة".
وكان فلاديمير بوتين قد أعلن عن معارضة روسيا توسيع مجموعة القوى النووية، بما يشمل كوريا الشمالية، حسبما نقلت وسائل الإعلام عن الرئيس الروسي. وفي تعليقه على التجربة الصاروخية، التي أجرتها كوريا الشمالية يوم 14/05/2017، وصف فلاديمير بوتين ذلك بأنه عمل "غير مثمر، ضار وخطير".
من جانبه، أضاف الخبير سوداكوف أن "وجود السلاح النووي لدى كوريا الشمالية، لا يشكل خطرا على أقرب جاراتها مثل كوريا الجنوبية واليابان فقط، بل ويهدد كذلك بـ "الانجرار" إلى حرب كبيرة وخطيرة، على حد سواء في حال قيام كوريا الشمالية بأعمال عدوانية أو على العكس في حال شن حرب ضدها. لذلك، قال فلاديمير بوتين إنه ينبغي لنا أن نعارض دخول دولة جديدة إلى النادي النووي".
وأوضح الخبير أن هناك تجمعا نوويا كلاسيكيا وغير كلاسيكي: البلدان التي دخلت من البداية في التجمع النووي - وهي الولايات المتحدة، الاتحاد السوفياتي (وريثته-روسيا)، الصين، الهند وبعض الدول الأوروبية، ويبلغ عددها تسع دول، ومنها دول مثل كوريا الشمالية وإسرائيل المثيرتين للجدل في الوقت الراهن، من حيث مسألة ما إذا كانتا تحوزان الأسلحة النووية أم لا". وكما يعتقد سوداكوف، فإن هذا السؤال بالنسبة إلى هذين البلدين يبقى مفتوحا.
وأضاف الخبير: "نحن أيضا نستطيع تفهم امتلاك السلاح النووي في الدول ذات النظام المستقر. فهو عامل رادع ليس إلا".
وقال سوداكوف إن "العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية لم تكن دافئة كثيرا، بل كانت دائما علاقة شراكة شكلية، في حين أن الصين، وليس الاتحاد الروسي، كانت دائما شريكا محوريا وداعما لكوريا الشمالية"، - كما أكد الخبير.
لذا، فإننا "لن نضطر إلى الحديث عما يمكن أن نخسره في العلاقات مع كوريا الشمالية. ولكن من الأهم أن لدينا مصالح معينة، وأنه من دون روسيا يستحيل حسم مسألة كوريا الشمالية والصين".
وخلص سيرغي سوداكوف إلى القول إنه "عندما نكون معا نتمكن من معالجة هذه المسألة، وسوف تتوصل كوريا الجنوبية والولايات المتحدة إلى إدراك أن الحفاظ على سياسة الأبواب المفتوحة أقل تكلفة بكثير من غيرها: أي تعزيز مصالح كوريا الجنوبية عبر تقريب المواقف بين كوريا الشمالية والجنوبية. وذلك من أجل سحب الأسلحة النووية من يد كيم جونغ أون". وأعرب سوداكوف عن اعتقاده "بإمكانية تحقيق ذلك عبر التفاوض فقط".
ترجمة وإعداد
ناصر قويدر