مباشر

ترامب الأديان الثلاثة

تابعوا RT على
تناولت صحيفة "إيزفيستيا" إعلان ترامب عن جولته الخارجية، التي ستبدأ في السعودية وتنتهي في الفاتيكان مرورا بإسرائيل؛ مشيرة إلى مسارها "غير العادي".

 جاء في مقال الصحيفة:

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن أول جولة خارجية له ستبدأ يوم 19 مايو/أيار الجاري. وقد اختار المملكة السعودية لتكون أول محطة في هذه الجولة، تليها إسرائيل، ثم يختتمها بالفاتيكان. وهذا المسار الذي اختاره ترامب يختلف عن وجهة أول زيارة لجورج بوش الابن، التي كانت المكسيك، وباراك أوباما، الذي اختار الذهاب إلى كندا في أول زيارة له. بيد أنه يتضح أن ترامب يستمر في العمل على تقديم نفسه شخصا "غريب الأطوار"، بالقيام بجولة ليس إلى الدول المجاورة أو إلى الدول الحليفة في أوروبا. وبحسب رأي الخبراء، ينوي سيد البيت الأبيض تقديم "عرض" سياسي بزيارته إلى مراكز الأديان الثلاثة. لذلك، فإن الحديث عن استراتيجية واضحة لسياسته الخارجية أمر سابق لأوانه.

وتأتي تأدية ترامب "الحج" قبل زيارته إلى بروكسل لحضور قمة الناتو، التي ستعقد يوم 25 من الشهر الجاري. ويبدو أن ترامب لا يريد المماطلة بزياراته الخارجية الأخرى قبل هذا التاريخ لكيلا يخرج عن إطار التقليد الشائع. ويتفق الخبراء على أن دونالد ترامب، أولا، سيحاول توحيد زعماء الأديان الثلاثة في محاربة الإرهاب، وثانيا، سيحصل بزيارته إلى الفاتيكان على نقاط جديدة من وجهة نظر الكاثوليك في الولايات المتحدة، وثالثا، هو يوضح للحلفاء في أوروبا أنه سينتهج سياسة مختلفة عن التي انتهجها سلفه.

وقد أوضح رئيس مركز الأمن الدولي في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية الأكاديمي أليكسي أرباتوف لـ "إيزفيستيا" أن دونالد ترامب "يهوى العروض الكبيرة، وبخاصة عندما تتجه نحوه أنظار العالم – فمنهم من يضحك ومنهم من يكره ومنهم من ينتظر".

ويضيف أن ترامب "يعجز حتى الآن عن حل مسائل السياسة العالمية، لعدم وجود مختصين لديه في هذا المجال. لذلك، تبقى سياسته على شكل شعارات مختارة. وإنه بزيارته إلى مراكز الأديان العالمية الثلاثة سيكون موضع تركيز وسائل الإعلام العالمية. وما دام صعبا إنجاز عمل واقعي، فإن من السهل تقديم العروض. والاهتمام الخاص هنا ستحظى به زيارتاه إلى المملكة السعودية وإسرائيل، حيث إن هناك رأيا منتشرا في وسط دوائر الخبرة في الولايات المتحدة، يفيد بفشل سياسة باراك أوباما في الشرق الأوسط تماما. وبأن علاقات الديمقراطيين مع السعودية وإسرائيل لم تكن ناجحة. إضافة إلى هذا، لقد انتقد ترامب مرات عديدة سياسة سلفه بسبب "الصفقة الإيرانية". واستنادا إلى هذا، فإن زيارته إلى المملكة وإسرائيل ستكون فرصة جيدة ليؤكد ابتعاده عن تركة أوباما.

من جانبه، قال رئيس الجامعة الأمريكية في موسكو إدوارد لوزانسكي للصحيفة إن "زيارة ترامب الخارجية الأولى إلى المملكة السعودية وإسرائيل، وقبلها استقباله رئيس السلطة الفلسطينية، يدلان على أنه يحاول عمل ما فشل أسلافه في البيت الأبيض في عمله، وبالذات إحلال السلام في هذه المنطقة. ومع أنه يشك في أنه سينجح في مسعاه، فإن أي تقدم يحققه في هذا الاتجاه يستحق الثناء. أما بالنسبة إلى المملكة السعودية فهناك عنصر إضافي، وهو توجيه رسالة إلى إيران، التي تعدُّ السعودية أحد أعدائها الرئيسين".

وأضاف لوزانسكي أن "من المهم لترامب أن تتم أول زيارة خارجية له بصفته رئيسا للدولة بصورة طبيعية وإيجابية. فلقد سبق أن التقى رئيس الحكومة الكندية جاستن ترودو في الولايات المتحدة، ومن غير المرجح أن يزور المكسيك بسبب خطته لبناء جدار فاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك. وإضافة إلى هذا، كانت في ضيافته المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الزعيمة غير الرسمية للاتحاد الأوروبي، لكن أيا من الطرفين لم يكن راضيا عن نتائجها".

أما مدير مؤسسة روزفلت للدراسات الأمريكية في جامعة موسكو، يوري روغوليف، فيقول: "علاقات ترامب مع الحلفاء عموما ليست على ما يرام. لذلك قرر زيارة تلك البلدان، التي فشلت إدارة سلفه في التعامل معها بصورة جيدة، وهو بهذا يؤكد من جديد أنه ليس أوباما ولن يسير على نهجه السياسي. كما أنه يريد جذب الأديان الثلاثة المسيحية واليهودية والاسلام، لتلعب دورها في محاربة الإرهاب"، - بحسب روغوليف.

بدوره، يقول رئيس معهد الاستراتيجية الوطنية ميخائيل ريميزوف إن "التفاهم مع السعودية وإسرائيل والفاتيكان سيسمح له بالحصول على دعم داخل الولايات المتحدة نفسها من جانب الكاثوليك، بعد إعلان بابا الفاتيكان عن مشكلة لترامب مع الكاثوليك. أما التفاهم مع المملكة السعودية وإسرائيل فإنه في سياق موقفه من إيران".

ترجمة واعداد كامل توما

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا