مباشر

المستاؤون يقررون مصير فرنسا

تابعوا RT على
تطرقت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" إلى المنافسة الحامية بين المرشحين لرئاسة فرنسا، مشيرة إلى أن الكلمة الأخيرة فيها ستكون للمستائين من الناخبين.

 جاء في مقال الصحيفة:

من المقرر أن تُجرى المرحلة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية يوم الأحد 23 أبريل/نيسان الجاري. وتُظهر نتائج استطلاعات الرأي أن شعبية أربعة مرشحين متقاربة. لذلك يشير الخبراء إلى أن التنافس على الكرسي في الإليزيه ستحسمه أصوات الناخبين الساخطين.

فقد بينت نتائج استطلاع الرأي، الذي أجرته شركة "ساليسفورس" بطلب من الصحافة المحلية، أن إيمانويل ماكرون حل في المرتبة الأولى (24 في المئة من أصوات المستطلعين) ومارين لوبان (23 في المئة) يليها فرانسوا فيون ومرشح اليسار جان-لوك ميلانشون (19 في المئة) لكل منهما. ولكن المثير في الأمر أن عدد المترددين في معسكر المرشح الأقوى بدأ يتقلص، حيث تبين أن 74 في المئة منهم أصبحوا متأكدين من صحة اختيارهم.

والمسألة الرئيسة بحسب المراقبين هي من سيبلغ المرحلة الثانية مع مارين لوبان، لأنه ليس هناك من يشك في فوزها في المرحلة الأولى. ففي مساء الخميس 19 أبريل/نيسان الجاري، ألقت لوبان خطابا في جمع حاشد بمدينة مارسيليا، كان الأخير في حملتها الانتخابية، وقالت فيه "أعدكم بأن أول عمل سأقوم به بعد تنصيبي رئيسة لفرنسا، هو استئناف السيطرة على حدود البلاد، وأنني سأعيد إليكم مفاتيح أبواب بلادنا". وفي الوقت الذي كان يستقبلها أنصارها في مارسيليا، شهدت المدينة تظاهرات احتجاجية ضد الأفكار اليمينية المتطرفة.

تقول بروفيسور كرسي العلاقات الدولية في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية يفغينيا أوبيتشكينا إن "المفارقة تكمن في أن لدى كل من ماكرون وفيون وميلانشون ولوبان حظوظا متساوية لبلوغ المرحلة الثانية. ولكن المسألة المهمة هي بين أي منهم سيكون التنافس فيها. والفرنسيون أمام خيار صعب، أمام قوتين على طرفي نقيض لا تنتميان إلى المؤسسة السياسية للجمهورية، وهذه مأساة من وجهة نظر تطور البلاد خلال السنوات الخمس المقبلة. كما أن هناك ناخبين مستائين. فمن من المرشحين الثلاثة سيتمكن من كسب أصواتهم".

وأضافت البروفيسور في حديثها إلى الصحيفة أن "المحور الذي كان في الانتخابات السابقة، كان حزبي السلطة والمعارضة. فعندما كان عدد الناخبين غير الراضين عن الحزب الحاكم كبيرا، فإنهم كانوا يصوتون لمصلحة المعارضة. بيد أن الوضع في هذه السنة مختلف تماما ولا ينسجم مع التقاليد القديمة لتسليم السلطة بين اليمين واليسار. فالناخبون منقسمون كما تبين نتائج الاستطلاعات بين اليمين واليسار، وكذلك بنتيجة فضيحة فيون. وهو ما نجم عنه تردد بين المرشحين المتطرفين".

وعلى هذه الخلفية ارتفع رصيد ميلانشون، "فقد رفع رصيده على حساب، الذين كانوا ينوون التصويت لمصلحة لوبان، كما يفضل الشباب الذين صوتوا سابقا لليسار، منحه أصواتهم" ومع ذلك تشك أوبيتشكينا في فوزه.

وتضيف أن المختصين بعد الانتخابات الأمريكية لم يعد بمقدورهم إعطاء توقعات دقيقة. "حاليا لا يوجد من يتنبأ، لأنها انتخابات لا يمكن التنبؤ بنتائجها، وخاصة أن المنافسة في السابق كانت عادة بين مرشحين اثنين، في حين أنها الآن بين أربعة مرشحين وشعبيتهم متقاربة. مع أن الناخبين يثقون بأن ميلانشون يريد فعلا إجراء إصلاحات. وهو المرشح الذي يشعر بمعاناة الناس".

أما كبير الباحثين العلميين في مركز الدراسات الأوروبية بمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية أندريه كودريافتسيف، فيقول إن هناك عوامل محددة قد تؤثر في فوز مارين لوبان، و "هذا الأمر مرتبط بأن الحملة الانتخابية الحالية في فرنسا كانت قذرة وحادة، حيث من المحتمل ان يقرر بعض الناخبين، الذين سيكون عليهم الاختيار بين مارين لوبان وبين فيون أو ماكرون أو ميلانشون في المرحلة الثانية، عدم الإدلاء بصوتهم فيها، أي عدم التصويت لمصلحة منافس لوبان، وهذا الأمر يصب في مصلحتها".

ترجمة واعداد كامل توما

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا