جاء في مقال الصحيفة:
تعارض ألمانيا وضع جدول زمني لزيادة النفقات الدفاعية. فقد رأى وزير خارجيتها زيغمار غابرييل سداد نسبة اثنين في المئة من الناتج المحلي الإجمالي مسألة غير واقعية تماما. يأتي ذلك في تطوير لطلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الحلفاء، عندما أصر وزير خارجيته ريكس تيلرسون، الذي يشارك للمرة الأولى في اجتماع وزراء خارجية دول الحلف، الذي عقد في بروكسل بهدف التحضير لقمة الحلف بعد شهرين.
شكليا أعلنت الدول الأعضاء في الحلف كافة موافقتها على زيادة النفقات الدفاعية بنسبة 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. لكن ذلك في حقيقة الأمر يثير الاستياء، وبخاصة لدى الألمان بعد التصريحات الأمريكية بشأن الدين الضخم المستحق عليهم أمام الناتو وواشنطن.
ومن الواضح جدا هنا الأهمية التي توليها الإدارة الأمريكية لزيادة الحلفاء "ضريبة الناتو". وإلا فَلِمَ طرحها تيلرسون في أول اجتماع له في بروكسل وأصر عليها. وقد طلب من الحلفاء مباشرة وفي مقدمتهم ألمانيا تقديم خطة توضح كيفية رفع نفقاتهم الدفاعية إلى 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2024 على أن تكون مقسمة حسب السنوات وملزمة التنفيذ، وأن تقدم كل دولة خطتها قبل 25 أبريل/نيسان الجاري، لتعرض على قمة الناتو للموافقة عليها.
وقد علق وزير خارجية ألمانيا على ذلك بالقول: "لدينا خطة، تسمى الميزانية". وذكَّر بأن برلين ترفع النفقات العسكرية، ولكن بالدرجة المقبولة. وعموما حذر غابرييل قبل اجتماع بروكسل بأن من "غير الواقعي على الإطلاق زيادة النفقات الدفاعية الألمانية إلى أكثر من 70 مليار يورو في السنة"، كما في حال الالتزام بـ "مسار" الناتو بحذافيره. وأضاف: "أنا لا أعرف ماذا يمكننا العمل بحاملات الطائرات التي يجب علينا شراؤها عندما نرفع نفقاتنا العسكرية إلى 70 مليار يورو في السنة".
وقد ناقش الوزير الألماني مسألة واقعية هذه النفقات، وقال "هدف قرارات الناتو لن يقف عند هدف 2 في المئة". ففي عام 2014 عندما تم تثبيت الاتفاق بشأن "التقدم في هذا الاتجاه" وبين أعضاء الحلف تفسيرات مختلفة له. إضافة إلى أن غابرييل أكد أنه ليس من حق أي دولة أن تملي على ألمانيا المبلغ الذي يجب أن تنفقه على المسائل الدفاعية.
هذا الموقف واضح تماما. وقد تؤيده عدة دول أخرى في الحلف، التي ستفلس في حال دخولها سباق التسلح. فمثلا ماذا سيكون مصير لوكسمبورغ إذا خصصت 2 بالمئة للدفاع بدلا من 0.46 في المئة؟
أما بالنسبة إلى ألمانيا، فقال غابرييل بشأن نسبة 2 في المئة: "لا أعرف سياسيًا ألمانيا واحدا، واثقا بإمكانية هذا في ألمانيا، أو حتى راغبا بذلك". ومن الصعوبة الافتراض أن الوزير الألماني، نائب المستشارة الألمانية تحدث عن هذه المسألة من دون أن يكون على دراية برأي السلطات والمجتمع. ولكن من جانب آخر وافقت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ووزيرة دفاعها أورسولا فون دير ليين رسميا على مطالب الولايات المتحدة.
هذا، وفي حديث لمجلة شبيغل، أيد مستشار ألمانيا السابق غيرهارد شرودر موقف غابرييل. فبحسب قوله، طلب ترامب لا يتفق مع قرار الناتو عامي 2002 و2014 "لأنه لا يوجد هدف يلزم برفع النفقات إلى 2 في المئة". إنهم يستندون في هذا إلى الخطر الروسي. ولكن الولايات المتحدة تنفق في مجال التسلح 596 مليار دولار، الصين 215، المملكة السعودية 87، روسيا 66، وبريطانيا 56 مليار دولار. أي أن واشنطن تنفق تسعة أضعاف ما تنفقه روسيا.