مباشر

الولايات المتحدة تعدُّ للرقة اقتحاما مباغتا

تابعوا RT على
تطرقت صحيفة "إيزفيستيا" إلى التحضيرات الجارية لتحرير مدينة الرقة؛ متوقعة وقوع هذه المهمة على كاهل قوات الصاعقة البرية الأمريكية "رينجرز".

جاء في مقال الصحيفة:

يخطط البنتاغون لاقتحام الرقة استخدام وحدات من فوج المغاوير الـ 75، والتي تم إعداد أفرادها وتدريبهم لحرب الشوارع داخل المدن. وبحسب شبكات التواصل الاجتماعي، سيتعاون هؤلاء مع مشاة البحرية والفصائل الكردية المنضوية تحت راية "قوات سوريا الديمقراطية". بيد أن الخبراء يشككون بإمكانية تجنب الأخطاء، التي حصلت في عملية تحرير الموصل.

فقد نشرت وسائل الإعلام المحلية وشبكات التواصل الاجتماعي معلومات تفيد بأن الكتيبة الثالثة من فوج الصاعقة الـ 75، التي خضعت لتدريبات مكثفة خلال الأشهر الأخيرة، والتي نقلت إلى سوريا مؤخرا، ستكون القوة الضاربة الرئيسة في الهجوم على مدينة الرقة، وأن مشاة البحرية المنتشرين في سوريا سيوفرون لها الدعم المدفعي في العملية. وهناك قوات إضافية احتياطية ترابط حاليا في الكويت وسيتم نقلها إلى ساحات القتال فورا إذا تطلب الأمر ذلك.

وبحسب التصريحات الرسمية لمسؤولين في البنتاغون، فإن مهمة تحرير الرقة ملقاة على عاتق "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تضم فصائل كردية وعربية ومسيحية. بيد أن تعداد الفصائل غير الكردية لا يتجاوز ألفي شخص، وهذا لا يكفي لتحرير المدينة، إضافة إلى ان إعدادهم العسكري ليس بالمستوى المطلوب.

ومن المفترض أن يتم اقتحام الرقة وفق السيناريو، الذي استُخدم في اقتحام الموصل في العراق. ففي المرحلة الأولى ستستخدم القوات الأمريكية والمحلية العربات المدرعة في مهاجمة أحياء المدينة، لكي تكتشف مواقع "داعش"، التي تُطلق منها النيران. ثم تدمر هذه المواقع طائرات التحالف الدولي وطائرات القوة الجو-فضائية الروسية.

أما في المرحلة الثانية من عملية تحرير الرقة، فسيكون على الأمريكيين الاستيلاء على مواقع في المدينة والاحتفاظ بها لكي يهاجمها مسلحو "داعش". وقوات "رينجرز" مدربة جيدا على خوض مثل هذه المعارك.

وقد استخدم عناصر "الرينجرز" هذا التكتيك في أفغانستان بين عامي 2006 - 2008، حيث كانوا ينزلون إلى عمق المناطق، التي تقع تحت سيطرة "طالبان"، وكانوا في البداية يقيمون مواقع في أماكن تحفز طالبان على مهاجمتهم. وكان مسلحو "طالبان" يتكبدون خسائر كبيرة في هذه العمليات، وكانت هذه الخسائر تشمل المدنيين أيضا. لذلك قررت القيادة اختيار الأساليب التقليدية في العمليات القتالية.

ووفق تقديرات المراقبين، يدافع عن الرقة زهاء 4 آلاف مسلح، تمكنوا خلال ثلاث سنوات من توفير كل ما يلزم للدفاع عن المدينة: حفر الأنفاق لتحرك المسلحين، نقاط إطلاق النار ونشر العبوات الناسفة في مختلف مناطق المدينة وزواياها. وإضافة لهذا، يقيم في المدينة زهاء 300 ألف شخص مدني، قد يستخدمهم "داعش" دروعا بشرية.

يقول مدير مركز تحليل الظرفية الاستراتيجية إيفان كونوفالوف في حديث لـ "إيزفيستيا" إن "تحرير الرقة مرتبط بعدد كبير من الصعوبات العسكرية والسياسية. فكما بينت تجربة معارك الموصل، يتلاشى في ظروف المدينة التفوق في الآليات والدبابات، ويصبح المهم مستوى إعداد المشاة، وبالنسبة إلى مسلحي "داعش"، فإن مستواهم جيد، في حين أن مستوى إعداد الوحدات الكردية ليس بالمستوى المطلوب، وأن تعداد القوات الأمريكية في سوريا غير كاف. فإذا أراد الأمريكيون اقتحام المدينة بأنفسهم فسوف يواجهون عدوا جاهزا ومستعدا للدفاع. لذلك فإن خسائرهم في الأسبوع الأول ستزيد عن 100 قتيل وهذا بالنسبة لترامب انتحار سياسي".

وبحسب قول كونوفالوف، فإن استخدام الأمريكيين تكتيك المجموعات المدرعة التي ستكون مهمتها مهاجمة مواقع المسلحين، قد يفشل. لقد تحول اقتحام الموصل إلى دمار كبير في الأحياء السكنية بسبب القصف المدفعي وسقوط ضحايا كبيرة بين المدنيين، وهذا ما سيحدث في الرقة أيضا".

ويضيف كونوفالوف: "لذلك، يجب ألا ننسى الجانب السياسي بشأن الرقة. فإذا استولى الكرد على الرقة فسوف ينجم عن ذلك مشكلات سياسية كثيرة. لأنهم كمنتصرين على "داعش" سيطالبون بالاستقلال. وهذا سيستفز الأتراك كثيرا. لذلك سيكون من الأفضل كثيرا أن تحرَّر الرقة من قبل قوات الحكومة السورية. لكن هذه القوات حاليا تخوض المعارك بعيدا عن هذه المنطقة.

هذا، ومن المنتظر أن تنطلق عملية تحرير الرقة خلال الأسابيع المقبلة، بعد اكتمال عزلها  نهائيا عن العالم الخارجي. حيث تحاصرها حاليا الوحدات الكردية من الشمال بقوس نصف قطره عشرات الكيلومترات وتقترب من نهر الفرات.

 

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا