مباشر

الصين تزج بالمرتشين خلف القضبان بصرف النظر عن مناصبهم

تابعوا RT على
تناولت صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" الإجراءات، التي تتخذها السلطات الصينية بحق الفاسدين؛ مشيرة إلى وضع مليون مرتشٍ في السجون خلال خمس سنوات.

جاء في مقال الصحيفة:

المرتشي في الصين مستعد لتحمُّل عقوبة الإعدام، إذا كان يدرك أنه وفر لأسرته أموالا تكفيها لسنوات طويلة. هذا هو نمط الحياة في الصين. ولكن إذا صودر منه كل شيء، فإن ذلك أسوأ من إعدامه رميا بالرصاص.

لقد انتهك الزعيم الصيني شي جين بينغ القانون المتعارف عليه عن "الذين لا يمسون"، حيث صدرت بحق وزراء أحكاما بسجنهم لسنوات طويلة وصودرت أموالهم.

يقول رجال الأعمال الصيني فان ليان ونظارة سوداء على عينيه لمراسل الصحيفة: كان لي صديق في إدارة المدينة، وبواسطته كنت أحصل على مشروعات بناء مقابل 5000 دولار. ولكنه اعتقل قبل أسبوع. ومنذ ذلك الحين، لا يغمض لي جفن، لأني خائف من أن يأتي دوري. لقد صودرت أمواله: أربع شقق سكنية والجواهر، التي أهداها إلى زوجته وبنته. إنها الحرب الملعونة ضد الفساد، التي أعلنها الرئيس شي جين بينغ بعد توليه السلطة عام 2012، حيث أودع السجن منذ ذلك الحين مليون شخص بسبب الفساد.

من جانبه، يقول البروفيسور لون يوان من جامعة شنغهاي إن أسلوب محاربة الفساد تغير كثيرا خلال السنتين الأخيرتين. سابقا، كان الإجراء الرئيس بحق الفاسدين – الإعدام. أما الآن، فيحكم على المرتشي بالسجن مدة تتراوح بين 10 و20 سنة بسبب 5000 يوان، وتوقفت الإعدامات. التركيز حاليا يتم على مصادرة أمواله الشخصية وأموال وممتلكات الزوجة والعشيقات، اللواتي يضطررن إلى إخلاء الفلل الفخمة، والسكن في شقق صغيرة في أحياء عمالية تقع في ضواحي المدن.

وقد عرضت على شاشة كبيرة مثبتة في ساحة شيان محاكمة مرتش كان يعمل في الحكومة المحلية. وبدأ هذا المرتشي وهو واقف بين رجلي شرطة بإعلان التوبة، وقال: "أشعر بالخجل من الذين أجبرتهم على دفع الرشوة. أنا آسف يا حزبي العزيز وسوف أغسل ذنوبي وأعيد ما أخذته إلى الدولة". وقد بينت التحقيقات أنه جمع خلال خمس سنوات حوالي ثلاثة ملايين دولار.

أما وزير الأمن السابق تشو يونغ كانغ (73 سنة)، فقد جمع خلال عمله ما مقداره 14.5 مليار دولار، وزعها على أفرد أسرته وأقاربه. وقد صادرت المحكمة المبلغ وحكمت عليه بالسجن المؤبد. والمثير في المسألة أن هذا الشخص هو أول عضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني يعتقل بتهمة الفساد.

ويذكر الصحافي جين أي ليو من شنغهاي أن شي جين بينغ قال عند استلامه السلطة: "سوف نحارب ليس فقط الذباب، بل والنمور أيضا". وهذا ما يحصل، لأن اعضاء المكتب السياسي في عهد جيانغ زيمين كانت لهم حصانة تمنع من التعرض لهم. أما الآن، فيحاكم الجميع من عمدة المدن ومحافظي المقاطعات إلى الوزراء وأعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي.

وتبدأ العملية بالتحقيقات، ثم يطردون من الحزب ويفصلون من مناصبهم ومسؤولياتهم كافة، وبعد ذلك تبدأ محاكمتهم. لقد حطم الزعيم الصيني الجديد النظام، الذي كان قائما عشرات السنين، حيث كان يحق لبعضهم كل شيء، أما الآخرون فلا شيء.

إن الفساد في الصين تقليد قديم بدأ في عهد الأباطرة، وهو يشبه دولة داخل دولة: المسؤولون الكبار يحمون أقاربهم وأصدقاءهم في الأعمال التجارية وقطاع الدولة، ثم يهرِّبون العملة الصعبة إلى بنوك غربية. أما اليوم، فالجميع - الموظف البسيط والوزير- يخافون من تلقي الرشوة. وبالطبع، هذا لا يعني أن الفساد انتهى بين ليلة وضحاها. بيد أن الجميع يشعرون بأنهم في خطر، إذ يمكن في أي لحظة مصادرة الممتلكات التي حصل عليها الشخص بطرق غير شرعية.

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا