جاء في المقال:
ذكرت قناة "إن بي سي"، استنادا إلى مصادر رفيعة المستوى في الاستخبارات الأمريكية، أن الزعيم الروسي "شارك شخصيا" في اختراق حواسيب اللجنة الديمقراطية الوطنية عشية الانتخابات الأمريكية. وبحسب صحافيي القناة الأمريكية، فإن بوتين قاد هجمات الهاكرز على الساسة الديمقراطيين (تجدر الإشارة إلى أنه تم اختراق حواسيب أكثر من مئة من الأعضاء الكبار في منظمات الحزب. ثم وُضعت في الشبكة العنكبوتية أخبار لا تحصى من المراسلات الشخصية لهيلاري كلينتون مع رئيس فريقها الانتخابي جون بوديستا – المحرر) وأن بوتين شخصيا وجه تعليماته حول كيفية استخدام المعلومات المختلسة.
هذه الهجمات الإلكترونية تم التخطيط لها كعملية انتقامية موجهة ضد هيلاري كلينتون وفريقها، ولكنها بالمحصلة، تحولت إلى حملة ضخمة ضد الفساد، كما ذكرت مصادر "إن بي سي".
وبحسب قولهم، وكرد على هذه الهجمات ستُنشر معطيات عن "الإمبراطورية المالية الخاصة" لرئيس روسيا. وقد تم – بحسب مزاعمهم - تتبُّع أصول مالية لبوتين بقيمة 85 مليار دولار.
ومن الجدير بالذكر أن الدبلوماسي البريطاني السابق كريغ كوراي كان قد تحدث عن "تسريب" وثائق من البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون من قبل ممثل الحزب الديمقراطي، وقال إن روسيا لا ناقة لها ولا جمل في ذلك.
يقول المحلل السياسي بافل سفياتينكوف: في يوم 19 ديسمبر/كانون الأول، كان يجب أن يدلي المندوبون الانتخابيون بأصواتهم في انتخابات الرئاسة الأمريكية؛ موضحا أن هذه كانت الفرصة الأخيرة لهيلاري كلينتون وفريقها للتأثير في القرار النهائي للمندوبين الانتخابيين لإقناعهم بعدم التصويت لترامب، أو على الأقل إقناع جزء بالتصويت من المندوبين لأي شخص آخر، وعندها سوف يتيح ذلك الفرصة لإجراء الانتخابات في مجلس النواب. لقد حصل ترامب على 306 أصوات وهذا يعني أن فريق كلينتون كان يحتاج إلى إقناع ما بين 36 – 37 مندوبا. ومن الناحية النظرية، كانت هذه الفرصة موجودة، لذا تم فتح نيران المدافع الثقيلة في المواجهة مثل الشائعات حول التدخل الروسي في عملية الانتخابات، من دون الكشف عن أي اثباتات حول هذا الموضوع سوى الإشارة إلى مصادر في الاستخبارات، أي أنهم يطلبون منا أن نثق بكلماتهم بشكل أعمى، كما يقول المحلل السياسي.
في الوقت نفسه، اتخذت حكاية القرصنة الإلكترونية الروسية طابع السخرية في الولايات المتحدة نفسها، وانتشر على نطاق واسع في شبكات التواصل الاجتماعي هاشتاغ بعنوان "الروس هم الذين فعلوها" أوRussian did it، حيث يضع الناس تعابير تعكس حالة فشل ما في أي جانب حياتي أو غيره تحت عنوان "هذا ما فعله الروس" أو "القراصنة الروس هم المذنبون في كل ذلك".
أما سيرغي سوداكوف، أستاذ العلوم السياسية، والمختص بقضايا الولايات المتحدة، فعلق على ذلك بالقول: على امتداد العام المنصرم، رأينا أن الحرب الإعلامية التي يشنها الغرب، قد تجاوزت كل الحدود المتصورة. لقد أصبح تدفق المعلومات الكاذبة أمرا اعتياديا في وسائل الإعلام الغربية. ويتكون لدى المرء انطباع، بأن منافسة تجري بين مراكز الإعلام الغربية حول من هو الأقدر في التشهير المسيء لسمعة الروس. نحن ندرك جيدا أن وراء كل ذلك تقف مؤسسات مالية كبيرة، حتى لو كان الأمر يتخذ طابع الهزل. ولكن في حقيقة الأمر إن هناك سياسة موجهة للإساءة إلى روسيا كلها عبر وسائل الإعلام.
وإن الأسلوب الوحيد لمكافحة هذا التدفق الإعلامي التشهيري، هو تحويله إلى حيز العبث والاستهزاء. فاليوم، نحن نشاهد في الإنترنت منشورات عديدة تتهم الروس باغتيال كينيدي وكارثة باخرة "تيتانيك". وفي الحرب المعلوماتية يخسر من يتكلم الحقيقة! وإذا تم تحويل تدفق المعلومات الكاذبة إلى السخرية والاستهزاء، فإن الجمهور الغربي سوف يستوعب كل ما هو جديد من هذه المعلومات الكاذبة التي تنشرها وسائل إعلامه على أنه دفعة جديدة للتسلية. تذكروا: الانتصار في الحرب المعلوماتية يتحقق بمساعدة الشائعات والنميمة والنكات الهزلية. إن نظرية التحكم بالسخافة فعالة الآن!