جاء في مقال الصحيفة:
بدأت روسيا تحضيرات شاملة للشروع في اختبارات تحليق ومسار صاروخ "سارمات" الثقيل العابر للقارات، الذي سيدخل الخدمة الفعلية في القوات المسلحة الروسية عام 2018.
ويقول الرئيس السابق لأركان قوات الصواريخ الاستراتيجية فيكتور يسين، إن هذا الصاروخ سيحل محل الصواريخ البالستية الثقيلة من طراز فويفودا РС-20В، التي يصنفها الناتو (SS-18 Mod.3 satan)، التي تجاوزت خدمتها 25 سنة ويجب تبديلها بأخرى حديثة، على الرغم من ان كلا منها قادر على حمل عشرة رؤوس نووية ومداه أكثر من 11 ألف كلم. ما يضمن توجيه ضربة انتقامية في حال الهجوم على روسيا.
المتطلبات الرئيسية من صواريخ "سارمات"الجديد تكمن في تحسين مؤشرات الطاقة فيها، التي تضمن تجاوز منظومات الدرع الصاروخية الأمريكية. لأن الطاقة يجب أن تضمن توجيه الضربات إلى أهداف ليس فقط عبر القطب الشمالي، بل وعبر القطب الجنوبي. أي يجب أن يكون مداها أكبر مقارنة بالصواريخ التي سبقتها. إضافة إلى هذا يسمح تحسين مؤشرات الطاقة بتزويد الصواريخ الجديدة بأجهزة ومعدات إضافية لتجاوز مختلف أنواع منظومات الدرع الصاروخية، وفي المستقبل ستكون هذه الصواريخ قادرة على مواجهة الهجمات الفضائية.
ويضيف يسين، "ولكن كيف يمكننا التأكد من أن صواريخنا الجديدة تصيب الهدف في النصف الاخر من الكرة الأرضية؟. كما هو معلوم كانت صواريخنا تخضع للاختبارات على مسار بليسيتسك- ميدان كورا في كامتشاتكا، أو بايكونور- كورا حيث المسافة لا أكثر من 7 آلاف كلم. ولكن لدينا صواريخ (الجديدة) يبلغ مداها أكثر من 12 ألف كلم. لذلك يجب اطلاق الصاروخ من جزر هاواي، وهذه الاختبارات ستكون معقدة، ولكنها ضرورية".
أي أن اختبارات المدى تبقى اعقد مراحل اختبارات تحليق الصواريخ الباليستية، حيث كان آخر اختبار قد جرى خلال مناورات "الاستقرار-2008" إذ أطلق صاروخ "سينيفا" من غواصة وقطع مسافة 11.5 ألف كلم، مسجلا بذلك رقما قياسيا عالميا لمدى صواريخ هذا الصنف.
أما نائب رئيس معهد الولايات المتحدة وكندا، بافل زولوتاريوف فيقول من غير المعقول ادخال صواريخ مداها أكثر من 11 ألف كلم إلى الخدمة الفعلية، من دون اختبار مداها الفعلي.
لقد علمنا الماضي عدم الاعتماد على الحسابات النظرية فقط بل يجب تدعيمها بنتائج عملية. لذلك إذا أردنا أن يتمكن الصاروخ "سارمات" من إصابة أي هدف في العالم عند إطلاقه من أي بقعة في بلدنا، يجب علينا اختباره والحصول على مؤشراته الفعلية.