تفتح الإطاحة ببشار الأسد من السلطة آفاقًا جديدة أمام الأكراد السوريين، ولكنها تخلق أيضًا تحديات جديدة.
مطالب الأكراد السوريين هي الحصول على حكم ذاتي واسع النطاق: حقوق ثقافية وحكم ذاتي حقيقي في شمال شرقي البلاد. وكانت هذه القضية قد شكّلت حجر عثرة خلال المفاوضات بين قيادة الحكم الذاتي المعلن والحكومة السورية السابقة. والآن، تُستأنف عملية التفاوض بوجوه جديدة في دمشق. ومع ذلك، وعلى الرغم من التصريحات التصالحية التي أدلى بها الطرفان، فإننا لن نتسرع في التوصل إلى استنتاجات متفائلة.
وكما هي الحال دائمًا، وجد الأكراد أنفسهم رهائن للصراع على السلطة، ليس في بلدانهم فحسب، بل وبين القوى الخارجية، بما في ذلك اللاعبين العالميين. وفي الوقت الحالي، فإن القوى الرئيسية القادرة على دفع حل القضية الكردية في سوريا في اتجاه أو آخر هي تركيا والولايات المتحدة. فمن ناحية، تعززت منذ رحيل الأسد مواقف تركيا والقوات الموالية لها، وهو ما قد يدفعها إلى حل مسألة الحكم الذاتي بالقوة؛ ومن ناحية أخرى، لا يمكن استبعاد الولايات المتحدة. وعلى الرغم من حقيقة أن تدخل تركيا أدى إلى التنازل عن عدد من الأراضي للمعارضة المسلحة، لا توجد حتى الآن دلائل على أن الولايات المتحدة تتخلى عن دعمها للأكراد السوريين، كما أنها لا تنوي تقليص وجودها في سوريا، حيث يمكن ضمان مصالحها من دون الأكراد.