لا يستطيع كبار رجال الإعلام والسياسة في الولايات المتحدة أن يقرروا ما إذا كانت هذه الهدية الباذخة من قبل إيلون ماسك غير أخلاقية أم غير قانونية. أنا لست خبيرة، لكن الأمر يبدو لي غريبا.
لقد قرر ماسك مؤخرا تحديث أسلوب الخيال الديستوبي الذي يُجبر فيه المواطنون الفقراء على التنافس في برامج ألعاب قاتلة حيث يحصل الفائز على جائزة براقة تغير حياتهم، ويُقتل الخاسرون من أجل الرياضة. واليوم يمنح إيلون ماسك، وهو أغنى رجل في العالم، الناخبين فرصة الفوز بمليون دولار إذا انتخبوا دونالد ترامب.
ويمكن أن يحصل الناخب على 47 دولارا لمجرد التسجيل و 100 دولار في بنسلفانيا، لسبب ما. ولا يمكن إلا للناخبين المسجلين التقدم، طالما أنهم يتركون أسماءهم وعناوينهم، لسبب ما أيضا. ويحدث ذلك في الولايات المتأرجحة كل يوم من الآن وحتى موعد إعلان الانتخابات.
وفي يوم السبت، قدم ماسك أول شيك من الورق المقوى على أحدث طراز بقيمة مليون دولار لرجل في تجمع جماهيري في هاريسبرغ، بنسلفانيا. وجاء دور امرأة في قاعة المدينة في بيتسبرغ يوم الأحد. وفي يوم الاثنين أطلقت لجنة العمل السياسي حملة ضد التدخل في الانتخابات.
والسؤال المطروح هو: هل ما يفعله ماسك قانونيا؟
إن أولئك الذين يسارعون إلى الرد على هذا السؤال يعودون مرة أخرى إلى الوصف القديم "للمنطقة المجهولة". ولكن لدينا بدلا من ذلك عناوين مريحة مثل "تعهد إيلون ماسك بتقديم مليون دولار يوميا يثير تساؤلات قانونية".
لقد أعرب حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو يوم الاثنين عن رأيه في هذه الهبات المجانية قائلا: "أعتقد أن هذا أمر يمكن لسلطات إنفاذ القانون إلقاء نظرة عليه". وتشير عبارة شابيرو إلى عدم رؤيته لضرورة النظر في هذه المسألة بسرعة رغم أهميتها وغرابتها.
وفي غضون ذلك، نرى أغنى رجل في العالم على المسرح في خدمة دونالد ترامب كل ليلة على ما يبدو. وقد يكون العكس؛ بمعنى أن ماسك قد يكون مستفيدا من ترامب؟ الوقت وحده هو الذي سيظهر ذلك، ودعنا نقول إن الأمر قد يسير في أي اتجاه. ويمكن لكلا الطرفين الاستفادة من يد المساعدة.
ورغم أنه لا أحد منهما هو الطرف الأضعف، ولكنهما مصران على تقديم نفسيهما كغريبين مضطهدين من قبل النخب ومن قبل وسائل الإعلام التقليدية، رغم أن ماسك يملك منصته الإعلامية. ويؤكد ماسك مرارا أن كامالا هاريس ستقضي على الديمقراطية، بينما يشتري الأصوات لدعم دونالد ترامب.
وفي النهاية، عندما تشاهد ماسك وهو يبذل قصارى جهده من أجل ترامب، تراودك أفكارا غريبة. ورغم أن المصالح لطالما كانت عنوانا للسياسة الأمريكية، ولكن المشهد الحالي نراه لأول مرة في تاريخنا.
المصدر: The Guardian