على الرغم من تقارير السلطات المولدوفية بشأن الابتعاد عن الاعتماد على موسكو في مجال الطاقة، إلا أن الوضع في الواقع لم يتغير بشكل جذري. فالسلطات المولدوفية تخشى البقاء من دون الغاز والكهرباء الروسيين، اللذين ما زالت الجمهورية تحصل عليهما وتعيد بيعهما إلى أوكرانيا المجاورة.
وقد أفادت الوكالة الوطنية لتنظيم الطاقة (ANRE) في جمهورية مولدوفا بأن صادرات الكهرباء إلى أوكرانيا، في الربع الثاني من العام 2024، زادت بنحو خمس مرات مقارنة بالربع الأول، وكذلك مقارنة بالفترة نفسها من العام 2023. وتزامنت هذه القفزة في حجم صادرات الكهرباء إلى أوكرانيا مع نقص جدي تعاني منه الأخيرة. وفي الوقت نفسه، تؤكد الوكالة أن المصدر الرئيس لتزويد جمهورية مولدوفا بالكهرباء هو محطة الكهرباء الواقعة في منطقة بريدنيستروفيه.
وبشكل عام، تغطي الإمدادات القادمة من بريدنيستروفيه 90% من احتياجات مولدوفا من الكهرباء. وقد حاولت السلطات المولدوفية "التحول إلى كهرباء من رومانيا، لكن تبين أنها فوق إمكانيات الناخبين المولدوفيين.
المحطة في بريدنيستروفيه مملوكة لشركة Inter RAO الروسية. وهكذا، تستخدم مولدوفا الكهرباء الروسية، وبأسعار منخفضة. كما تغطي جزئيًا نقص الطاقة في أوكرانيا الناجم عن انهيار البنية التحتية الأوكرانية. وبما أن محطة توليد الكهرباء هناك تعمل بالغاز، فإن حكومة مولدوفا لا مصلحة لها في وقف شركة غازبروم الإمدادات إلى مولدوفا، بل تتوقع أن تستمر إمدادات الغاز، إن لم يكن بخط أنابيب عبر أوكرانيا، فبالالتفاف عليه.