بعد شهر يوليو الذي شهد حيرة شديدة، أصبح أمام حملة هاريس 93 يوما لتأسيس عملية سياسية وطنية. ويهدد عجز الثقة باحتواء البداية القوية لنائبة الرئيس هاريس، حتى قبل أن تخضع مواقفها السياسية المتغيرة للتدقيق.
وفي نوفمبر الماضي، أكدت هاريس للجمهور أن "بايدن ليس فقط صاحب سلطة مطلقة في الغرف حول العالم، بل وفي المكتب البيضاوي أيضا". وفي فبرايروصفته بأنه "جريء وحيوي".
وعلى مدى الشهر الماضي، أدرك الجمهور الأمريكي أن أيا من هذه الأوصاف لا ينطبق على القائد الأعلى. فالناخبون أذكى مما ينسبه لهم الساسة، حيث انهار بيت الورق على منصة المناظرة في أتلانتا، مما أنهى آمال بايدن في إعادة انتخابه، وأثار مزاعم حول التستر على كل من حوله، بما في ذلك نائبه.
ثم بعد أسابيع من ادعائه أن "الرب القدير" أو "حالة طبية" فقط هي التي قد تدفعه إلى التخلي عن ترشحه، فجأة خرج بايدن ودخلت هاريس.
وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير أن القرار "لا علاقة له بصحته"، لكن خطاب بايدن الذي استغرق 11 دقيقة إلى الأمة لم يشرح أي تفسير لتراجعه الملحوظ عن تعهده بأنه "سيخوض هذا السباق حتى النهاية". ولا تستطيع نائبة الرئيس هاريس أن تدعي الجهل، ففي وقت مبكر من ولايته، أعلن بايدن أنها ستكون "آخر شخص في الغرفة".
في الواقع، كشف تحقيق أجرته قناة فوكس نيوز الرقمية عن ما لا يقل عن 80 لقاء بين بايدن وهاريس، وهو رقم لا يشمل سوى الاجتماعات العامة. وقد يكون العدد الفعلي أعلى من ذلك بكثير.
وللتوضيح، فإن انتخابات نوفمبرسوف تعتمد على أكثر من مجرد الأحداث المحيطة بانسحاب بايدن. والتحدي الذي تواجهه هاريس هو أن مجموعة القضايا ليست أفضل كثيرا أيضا.
ولنتأمل هنا قضية الحدود الجنوبية، ففي مارس 2021، أعلن عنوان رئيسي لوكالة أسوشيتد برس: "بايدن يستعين بنائبة الرئيس هاريس لقيادة الاستجابة لتحديات الحدود". ومنذ ذلك الحين، وصلت مواجهات المهاجرين على الحدود إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق. حتى أن الهجرة حلت محل الاقتصاد على رأس قائمة اهتمامات الناخبين في استطلاعات الرأي العام هذا الربيع.
والآن، تعمل وسائل الإعلام السائدة على تغطية هاريس، فتتجادل حول مصطلح "قيصر الحدود"، وترفضه باعتباره "وصفا مضللا" من قِبَل الجمهوريين بينما تتجاهل مسؤوليتها الأوسع نطاقا.
وتبدو جهود بايدن-هاريس لتصوير الانتخابات على أنها "دفاع عن الديمقراطية" جوفاء بنفس القدر. لقد كانت لفترة طويلة مجرد شعار لإدارة بايدن. ولكي نكون منصفين، فقد حظيت القضية بتصويت مرتفع بشكل مفاجئ في انتخابات التجديد النصفي لعام 2022 حيث تجاوز الديمقراطيون كل التوقعات، ولم يتخلفوا إلا عن الاقتصاد في أذهان الناخبين، وفقا لاستطلاعات الرأي.
ولكن من الصعب أن يستسلم المرء عندما يتم اختيار مرشح الحزب من قبل أعضاء الحزب من دون أن يتلقى ترشيحا "من القاعدة الشعبية، من الأسفل إلى الأعلى"، كما زعم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر ساخرا.
وتعود وجهات النظر الأخرى من حملتها الرئاسية الفاشلة لعام 2020 إلى الظهور؛ فقد دعت إلى تخصيص 10 تريليون دولار لتغير المناخ، وأرادت حظر التكسير الهيدروليكي، وشاركت في رعاية الصفقة الخضراء الجديدة وإنهاء التأمين الصحي الخاص. وبعض هذه الآراء غير مستساغة لدرجة أن هاريس بدأت بالفعل في التخلي عنها.
وقبل أن نصل إلى هناك، ينبغي لها أن تطبق تعهد الرئيس بايدن "بالصراحة دائما وإخبارك بالحقيقة" على الأحداث المحيطة بانسحابه. والأهم من ذلك، دورها في دعم "رجل مسنّ وضعيف الذاكرة" (على حد تعبير المستشار الخاص روبرت هور) كزعيم للعالم الحر.
وفي ذلك الوقت، انتقدت هاريس وصف هور ووصفته بأنه "غير مبرر وغير دقيق وغير مناسب".
ولكن أليس من المستغرب أن هاريس لم تجلس لإجراء أي مقابلات، ولم تعقد مؤتمرا صحفيا واحدا منذ أصبحت المرشحة المفترضة؟
وهذا يدل إما أن هاريس كانت مخطئة أو أنها كانت تلعب بالسياسة، ويستحق الناخبون أن يعرفوا حقيقة هاريس، على الرغم من أن الإجابة واضحة بالفعل.
المصدر: فوكس نيوز