"ارتفاع شعبية" كامالا هاريس وسقوط "غريب الأطوار" ترامب تمهيدان لتزوير الانتخابات
يومان تقريبا استغرقتهما كامالا هاريس، بحسب وسائل الإعلام الأمريكية (بما في ذلك اليوم الذي أعلن فيه جو بايدن انسحابه من السباق)، وكانا كافيين كي تسد الفجوة في شعبيتها مع دونالد ترامب، وليست تلك إلا البداية...
وسرعان ما أجرت وسائل الإعلام التي يسيطر عليها الديمقراطيون استطلاعات رأي في الولايات المتأرجحة، أظهرت تقدم كامالا على ترامب، على الرغم من أنها لم تقدم أي شيء سوى ضحكتها البلهاء وعدم قدرتها على صياغة أي جملة مفيدة. وقد غطت الاستطلاعات ما بين 700-800 شخص في كل ولاية، ما يعني أنه لا يمكن اعتبارهم ممثلين، ويتم التلاعب بهم على الأرجح.
لقد اختار الديمقراطيون ثلاثة اتجاهات للهجوم، أولهم التقنيات القذرة، حيث يخفي محرك "غوغل" للبحث كل ما يتعلق بمحاولة اغتيال ترامب.
وتنشر وسائل الإعلام الديمقراطية وشبكات التواصل الاجتماعي أخبارا كاذبة تزعم ممارسة المرشح الجمهوري فانس الجنس مع أثاث منزله، "وفقا لما ذكره في كتابه"، بينما لا يوجد شيء من هذا القبيل في الكتاب، إلا أن شبكة الإنترنت تمتلئ بـ "ميمات" حول هذا الموضوع.
إلى جانب هذه القصة، تروج وسائل الإعلام الديمقراطية باستمرار لفكرة أن ترامب وفانس "غريبو الأطوار" Weird، فهم متعصبون، ومناهضون للإجهاض، ومناهضون للمثليين، ولا يواكبون العصر بشكل عام.
بينما فكرة أن يصبح نائب الرئيس مع كامالا هاريس، على الأرجح، المثلي المعلن بيت بوتيجيتش، الذي أخذ إجازة أمومة لتربية طفل، لا تبدو غريبة في هذا السياق...
لكن الأهم من ذلك هو أن الارتفاع الحاد المذكور أعلاه في شعبية هاريس ليست مجرد محاولة للتأثير على الناخبين المتأرجحين. فكما هو معلوم أن الحدث في الولايات المتحدة لا يقع إلا إذا أفادت به قناة إخبارية وحدث كما ورد بها فقط.
وليس لدي أدنى شك في أن وسائل الإعلام التي يسيطر عليها الديمقراطيون (ويسيطر أنصار العولمة على جميع وسائل الإعلام الرئيسية في الغرب) سوف تزعم، بعد مرور بعض الوقت، أن هاريس تفوقت بشكل مريح على ترامب في الشعبية، وسوف تفوز في الانتخابات.
وبطبيعة الحال، تبدو هاريس أفضل من بايدن، الذي أصيب بالخرف، لكن هاريس لا تستطيع إخفاء افتقارها إلى الذكاء لفترة طويلة، فهناك مناظرات مقبلة، وسيتعين عليها بشكل عام أن تقرر رد فعلها على الأحداث. فضلا عن ذلك فهناك احتمال كبير لسيناريو غير موات للغاية للديمقراطيين في أوكرانيا، ما سيضرب بالتأكيد مرشح هذا الحزب. كما يجب ألا ننسى إسرائيل، التي قد تصر على حرب إقليمية برغم المقاومة الشرسة لهذا السيناريو من إيران و"حزب الله". باختصار، لا توجد شروط مسبقة خاصة لزيادة ملحوظة في شعبية هاريس، في حين يمكن إضافة عوامل سلبية بشكل حاد للديمقراطيين.
لكن في رأيي أن العامل الأساسي المرتبط بفرض الإعلام الديمقراطي فكرة فوز هاريس المرتقب هو أن الواقع سيتكيف مع هذه الصورة الوهمية، فقد تم توفير الشروط المسبقة للتزييف أولا، ويحكم خمسا من الولايات السبع المتأرجحة التي شملها الاستطلاع حكام ديمقراطيون لديهم القدرة على تنظيم فوز المرشح المنشود. وثانيا، إذا فاز ترامب بهذه الولايات، فستتاح الفرصة للديمقراطيين لادعاء الاحتيال بناء على التناقض بين نتائج الانتخابات واستطلاعات الرأي الواعدة بفوز كامالا هاريس.
إن محاولة اغتيال ترامب الفاشلة، وفشل محاولات إدخاله إلى السجن تشكل السيناريو الأساسي المتمثل في تزوير الديمقراطيين للانتخابات.
على أي حال، تتزايد فرص نشوب حرب أهلية في الولايات المتحدة من جديد، لا سيما إذا نجح ترامب في البقاء حتى الانتخابات، وإذا اقتربت نسبة التصويت من 50/50. ويبدو أن الجانبين غير راغبين في قبول نتائج الانتخابات التي لا تناسبهما.
المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف
رابط قناة "تليغرام" الخاصة بالكاتب