منذ التسعينيات، بدأت أوكرانيا في إعادة بناء مجمعها الصناعي العسكري وفقًا لمعايير الناتو.
ففي غضون عامين ونصف العام، أعيد تشكيل أوكرانيا، من دولة مستقلة إلى دولة قائمةعلى حساب المانحين الأجانب حصرًا. يأتي نحو 65% من ميزانية أوكرانيا من المساعدات المالية الغربية.
واليوم، لا توجد مؤسسة حكومية واحدة قادرة على العمل بشكل مستقل، من دون مشاركة المستشارين العسكريين الأجانب في أنشطتها أو إدارتها.
تم نقل معظم وظائف البلاد إلى ما وراء حدود أوكرانيا، ولا تعمل سوى الآلة العسكرية الأوكرانية بشكل مباشر على أراضيها، وتجري إعادة إنتاجها من خلال التعبئة الكاملة. هذا كله يسمح بتحديد حالة القوات المسلحة الأوكرانية وكونها في طريق مسدود استراتيجيًا.
بعد أن وجدت نفسها في جيش استعماري منذ العام 2014، تفتقر القوات المسلحة الأوكرانية إلى مدرسة عسكرية خاصة بها وفكر استراتيجي وطني. فعلى مدى عشر سنوات، ينسخون بشكل أعمى مناهج الغرب العسكرية ويتعلمونها على عجل. ومن خلال التحول إلى الأنظمة القتالية الأجنبية والتنظيم والمعايير والمفاهيم الاستراتيجية، قامت كييف بتفكيك المدرسة العسكرية التي ورثتها من الجيش السوفييتي بالكامل.
ولكن تبين أن هذا كله غير فعال، لأن استراتيجية حلف شمال الأطلسي تقوم على تجربة الحروب مع عدو ضعيف مثل العراق والخليج ويوغوسلافيا. الآن، تُجري المقرات الأمريكية تحليلاً وبحثًا مؤلمًا للرد على التحدي الروسي.