مباشر

واشنطن بوست: مودي يعانق بوتين

تابعوا RT على
تحت هذا العنوان نشرت "واشنطن بوست" مقالا تناول استمرار العلاقات الوثيقة بين نيودلهي وموسكو برغم جهود واشنطن لجذب رئيس الوزراء ناريندرا مودي ومحاولات عزل الرئيس فلاديمير بوتين.

وجاء في المقال الذي كتبه جيري شيه وماري إليوشينا وكاثرين بيلتون:

لقد استضاف الرئيس بايدن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في مأدبة عشاء رسمية وأثنى عليه مسؤولو البيت الأبيض، الذين وصفوا العلاقات مع الهند بأنها "واحدة من أكثر العلاقات أهمية" بالنسبة للولايات المتحدة.

لكن مودي، هذا الأسبوع، قام بتذكير العالم بأن لديه علاقة وثيقة أخرى مع "صديقه العزيز فلاديمير بوتين". وبينما يقوم مودي بزيارته الأولى إلى روسيا منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا، فإن الصور التي خرجت من موسكو لمودي وهو يحتضن الرئيس الروسي تبعث بإشارة واضحة إلى أن عملاق جنوب آسيا سيحافظ على علاقات عميقة مع روسيا، برغم كل الجهود التي تبذلها إدارة بايدن لإبعاده عنها، وتظهر أيضا أن بوتين ليس معزولا كما كان يأمل البيت الأبيض.

وقد قوبلت الرحلة إلى موسكو، والتي تزامنت مع اجتماعات "الناتو" لثلاثة أيام في واشنطن، بالذعر في واشنطن وكييف، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر للصحفيين في مؤتمر صحفي: "لقد أوضحنا بشكل مباشر مع الهند مخاوفنا بشأن علاقتها مع روسيا".

كذلك علق زيلينسكي في موقع X للتواصل الاجتماعي على الزيارة وأعرب عن اندهاشه من توقيتها الذي ربطه بما زعم أنه قصف لمشفى للأطفال من قبل روسيا في كييف.

كان الاجتماع بمثابة لقاء بين زعيمين يحتاج كل منهما الآخر، لكنهما ينجرفان نحو معسكرات مبارزة تقودها الولايات المتحدة والصين على التوالي. فبالنسبة لمودي، تظل روسيا مصدرا حاسما للأسلحة والطاقة وتكنولوجيا الفضاء التي ترى الهند أنها لا غنى عنها كي تصبح قوة عظمى. وقول المحللون أيضا إن الهند لا تريد أن تصبح روسيا "معتمدة" بشكل مفرط على جارتها المنافسة، الصين.

في الوقت نفسه، فقد زادت المشتريات الهندية من المنتجات النفطية الروسية بنحو 20 ضعفا منذ عام 2021، وتأمل روسيا، وفقا لمتحدث الكرملين دميتري بيسكوف، أن تحافظ الهند على مسافة معينة من الولايات المتحدة. وقد سخر من الغرب هذا الأسبوع لشعوره "بالغيرة" بشأن العلاقات الروسية الهندية.

ويبدو أن اجتماع موسكو يعمق ما يطلق عليه "العلاقة الاستراتيجية الخاصة والمتميزة". ومع اختتام الزيارة أعلن المسؤولون الهنود والروس عن طموحهم لتوسيع حجم التجارة السنوية إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2030، وتوقيع اتفاقيات طويلة الأجل بشأن إمدادات النفط والغاز مع تنويع التجارة خارج قطاع الطاقة.

وقد وقع البلدان اتفاقيات للتعاون في الأبحاث القطبية، وأعلن مودي، في خطاب ألقاه أمام الجالية الهندية في موسكو، عن افتتاح قنصليتين جديدتين في قازان ويكاتيرينبورغ لتعزيز العلاقات بين الشعبين.

وتابع مودي في كلمته: "إن الهند وروسيا تسيران جنبا إلى جنب وتضخان طاقة جديدة في الرخاء العالمي. وأي ذكر لروسيا يعني بالنسبة لكل هندي حليفا كان معنا في أوقات الرخاء والضيق على حد سواء، كصديق موثوق به للهند".

وجاءت زيارة مودي لموسكو، بعد أقل من شهر من أدائه اليمين لولاية ثالثة، خلافا للتقليد الهندي المتمثل في قيام رؤساء الوزراء بزيارة جيرانهم في جنوب آسيا أولا بعد الانتخابات، لتظهر تطلعات مودي العالمية، وتمنحه فرصة ليظهر لبوتين أن الهند لم تفقد استقلالها الذاتي برغم أنها تتلقى استثمارات وتقنيات وأسلحة جديدة من إدارة بايدن، وفقا لمحللين هنود.

وقال سفير الهند السابق لدى روسيا ومستشار رئيس الوزراء للأمن القومي بانكاج ساران: "إن القرار بالزيارة مبكرا في هذه الولاية هو إشارة إلى أن الهند لا زالت تستثمر في العلاقة مع روسيا، وأن ذلك جزء لا يتجزأ من سياسة الهند الخارجية، التي تتجاوز الخطوط الحزبية".

وأضاف ساران أن الإدارة الهندية لا تزال تعتبر العلاقات مع واشنطن على رأس أولوياتها، وقد تسعى الهند إلى تهدئة المخاوف الأمريكية بالقول إن الهند، التي تتمتع بعلاقات ودية مع روسيا، يمكن أن تكون مفيدة كمحاور محتمل بين موسكو والغرب.

وفي اجتماع رسمي مع بوتين في الكرملين، بعد ظهر أمس الثلاثاء، دعا مودي إلى "الحوار" لإنهاء القتال في أوكرانيا، وأثار بشكل غير مباشر "الهجوم" المزعوم على المستشفى في كييف قبل يوم واحد، والذي اتهم زيلينسكي روسيا بتنفيذه. وقال مودي لبوتين: "كل من يؤمن بالإنسانية يشعر بالحزن من فقدان الأرواح في الحرب في الحرب أو الهجمات الإرهابية، وقلوبنا تنفطر عندما نرى أطفالا أبرياء يقتلون".

ورد بوتين بدوره: "أنا ممتن لك على الاهتمام الذي توليه للقضايا الأكثر إلحاحا، بما في ذلك محاولة إيجاب بعض السبل لحل الأزمة الأوكرانية، بالوسائل السلمية في المقام الأول".

وقد ارتفعت الواردات الهندية من النفط الروسي من 2.5 مليار دولار عام 2021 إلى 46.5 مليار دولار في عام 2023، وفقا لبيانات وزارة التجارة الهندية. وقد امتنعت الولايات المتحدة عن انتقاد مشتريات الهند، لكنها تمثل مكاسب غير متوقعة كبيرة بالنسبة لروسيا.

وبينما حث المسؤولون الأمريكيون الهند سرا وعلانية على الابتعاد عن الأسلحة الروسية، أعلنت شركة الأسلحة الروسية العملاقة "روستيخ" الأسبوع الماضي أنها ستقوم بتصنيع قذائف دبابات مخترقة للدروع داخل الهند لتزويد الجيش الهندي.

ويأمل المسؤولون الهنود من جانبهم أن يحافظ بوتين على "درجة من الاستقلال" عن الصين مقابل الحصول على دعم الهند، فيما تخوض الهند والصين نزاعا حدوديا متوترا منذ عام 2020.

بالنسبة لبوتين، توفر زيارة مودي، التي اختتمت يوم أمس الثلاثاء، فرصة أخرى لإثبات أنه ليس معزولا تماما بشأن "حربه" في أوكرانيا. وهو أمر مهم جدا بالنسبة لبوتين، وفقا لتصريحات مسؤول روسي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، حيث تابع: "إنه اعتراف دولي والترويج لعلاقة روسيا بالهند يسمح أيضا لبوتين بتعزيز موقف روسيا فيما يتعلق بالصين".

المصدر: واشنطن بوست

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا