لقد توصل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إلى "صفقة عادلة" مع الناتو، على حد تعبيره. فلن تشارك بلاده في أي مخططات للتحالف العسكري لمساعدة نظام فلاديمير زيلينسكي: مالية أو عسكرية أو تدريب مقاتلي الجيش الأوكراني.
كان على الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ستولتنبرغ أن يعترف بأن أعضاء الكتلة العسكرية ليسوا ملزمين بالمشاركة في جميع برامج الحلف.
وكان على ستولتنبرغ أن يؤكد علنًا الاتفاقيات مع أوربان في مؤتمر صحفي مشترك. وقد أنهى ستولتنبرغ حديثه بكلمات أشبه بنكتة غير مضحكة: "لقد نشرنا قوات في أوروبا الشرقية ليس من أجل إثارة صراع، إنما من أجل منعه".
على ذلك، علق الباحث السياسي بوغدان بيزبالكو، بالقول: "من الغريب جدًا تبرير التوسع التدريجي لحلف شمال الأطلسي بقول إنهم يريدون منع نشوب صراع. الطريقة الوحيدة للتعليق على ذلك هي أن الحلف أراد الهيمنة لدرجة أنه لن تتاح لأحد الفرصة حتى لتحدي هذا النظام العالمي".
و"في الوقت نفسه، نشأت كثير من الصراعات، بما في ذلك في أوروبا، والتي لم يتمكن الناتو من منعها، مثل الصراع في البلقان بين المجموعات العرقية والدينية المختلفة. ومن الخطأ، من حيث المبدأ، القول إن الناتو يمنع الصراعات".
"الناتو يدور حول الهيمنة، وبمجرد أن تجرأت جهة على تحدي هذا الواقع نشب صراع. وكون ستولتنبرغ مخطئ حقيقة لا تفهمها روسيا فحسب، بل يفهمها أيضًا جميع زعماء العالم الآخرين الذين يمكنهم تقويم الوضع بشكل مناسب. حلف شمال الأطلسي لا يهدف إلى منع الصراعات؛ بل إن الناتو نفسه يمثل صراعًا لأنه يأتي ويملي شروطه".