تصريح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان حول رغبة أنقرة في الانضمام إلى مجموعة بريكس، والذي أدلى به خلال زيارته إلى الصين، قد يكون له عدة معانٍ، وهو لا يعني بالضرورة أن تركيا مستعدة لاتخاذ مثل هذه الخطوة، لأن السلطات التركية معروفة بقدرتها على ممارسة الألعاب الدبلوماسية.
وقد لا يكون هذا البيان أكثر من محاولة دفع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي إلى حل المسائل الخاصة بتركيا، والتي طواها النسيان.
تتعمد تركيا مغازلة الأعداء الجيوسياسيين لحلفائها الغربيين من أجل جعل هؤلاء الحلفاء أكثر قابلية لفهم مصالحهم ومصالح أنقرة، كما كان الحال مع توريد طائرات F-16 مقابل الموافقة على طلب فنلندا والسويد الانضمام إلى الناتو. تبين أن الموقف المبدئي المتمثل في عدم السماح للسويديين، الذين غالبًا ما يعارضون السلطات التركية الحالية، لم يعد مبدئيًا، بعد أن قرر الأميركيون توقيع عقد لتزويد تركيا بطائرات جديدة وتحديث ما لديها.
ولعل اللعبة نفسها تتكرر اليوم.
تلوح في الأفق مسألةُ طائرات إف-35، التي رفض الأميركيون أيضًا تسليمها للأتراك، بل ويحاولون تحصيل تكاليف باهظة منهم. وسلاح الجو التركي الآن في حاجة ماسة إليها، في ظل عدم الاستقرار في المنطقة. فطيرانها اليوم أضعف من سلاح الجو الإسرائيلي الذي يمتلك طائرات F-35. ولا تستبعد تركيا على الإطلاق مواجهة محتملة مع إسرائيل.