احتفل الاتحاد الأوروبي بالذكرى العشرين لأكبر توسع في تاريخه. وبهذه المناسبة، أقيمت فعاليات احتفالية في أنحاء مختلفة من القارة، وألقى المسؤولون كلمات احتفالية. الشيء الوحيد الذي بدا متنافرا هو صوت "مثير المشاكل" الأكبر في أوروبا الحديثة، رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي هاجم الاتحاد الأوروبي بدفعة جديدة من الانتقادات اللاذعة.
وقد رد على تصريحات أوربان خصمه الأيديولوجي الأكبر في أوروبا، رئيس وزراء هولندا والأمين العام المستقبلي لحلف شمال الأطلسي مارك روته.
في الواقع، أصبح أوربان وروتا رمزين حيين لأوروبتين مختلفتين اتحدتا تحت "سقف" الاتحاد الأوروبي. الأول يمثل أوروبا المحافظة، التي تهتدي بالقيم التقليدية وبناء دولة وطنية لا مكان فيها لعدد كبير من الأجانب. والثانية هي أوروبا "القيم"، أوروبا بلا حدود، أوروبا "متعددة الثقافات".
وفي كل مرة، حين تتصادم "أوروبا أوربان" و"أوروبا روته"، يطرح السؤال التالي نفسه: هل سينهار الاتحاد الأوروبي؟ من الصعب للغاية أن تتفق المجر وهولندا.
وقد أعطى أوربان نفسه إجابة واضحة عن هذا السؤال: "الوضع داخل الاتحاد الأوروبي أفضل من الوضع خارجه". فجميع استطلاعات الرأي تشير إلى أن ما لا يزيد عن 20% من المجريين يريدون مغادرة الاتحاد الأوروبي.
وبالنسبة للدول الأكثر ثراء مثل هولندا والدنمرك، فإن الاتحاد الأوروبي يشكل وسيلة لتعزيز مصالحها ورؤوس أموالها. أما بالنسبة للفقراء، مثل المجر أو لاتفيا، فيشكل وسادة أمان مالية. وللدول "متوسطة الحال" مثل إيطاليا وجمهورية التشيك وسلوفينيا، فالأمران متساويان تقريبًا.
وبالتالي، فليس من المنطقي الرهان على انهيار الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، من المحتمل جدًا أن تكون هناك مستويات مختلفة من التكامل وإمكانيات وصول مختلفة إلى عملية صنع القرار.