كان اجتماع زعماء دول مثلث فايمار (فرنسا وألمانيا وبولندا)، الذي انعقد في 15 مارس/آذار، بمثابة محاولة جديدة من جانب الاتحاد الأوروبي لاستعراض نهج موحد تجاه الصراع الأوكراني. وتبين أنه مبني على إعلان المستشار الألماني عن استعداد الاتحاد الأوروبي لاستخدام فوائد الأصول الروسية المصادرة لشراء أسلحة للقوات المسلحة الأوكرانية.
ولعل الساسة الأوروبيين يظنون أن مصادرة الفوائد ليست مثل مصادرة الأصول، وينبغي لموسكو أن تشعر بالسعادة لأن الأمور في الوقت الحالي تسير إلى أنصاف تدابير. وهذا حكم خاطئ يوضح فهمهم القديم لتحديد الأهداف والأسس التي يقوم عليها نظام القيادة الروسية.
فهل كان أمام الأوروبيين خيار في هذا الوضع؟ تمويل أوكرانيا هواية باهظة الثمن بالنسبة للسياسيين الغربيين. وقد أجبر فشل الهجوم الأوكراني المضاد الساسة الغربيين على التورط في ارتجال استراتيجي...
إن لجوء الأوروبيين إلى الأصول الروسية بحثًا عن الأموال اللازمة لتمويل القوات المسلحة الأوكرانية هو، إلى حد ما، احتساب "فاول" على الأمل الأخير في نجاح محاولات بناء نظام جديد لدعم أوكرانيا.. من المحتمل أن يساعد ذلك في الحفاظ على الحد الأدنى المطلوب من الإمدادات، لإبقاء كييف واقفة على قدميها. ومع ذلك، فإن الضرر الناجم عن هذه الخطوة بالنسبة للاتحاد الأوروبي نفسه سيكون أكثر من كبير.