تستعد إسرائيل لشن هجوم بري على مدينة رفح، في قطاع غزة المتاخم لمصر، حيث يقيم أكثر من مليون لاجئ. وعلى هذه الخلفية، بدأت مصر في سحب المركبات المدرعة الثقيلة إلى الحدود، من أجل منع موجة هائلة متوقعة من تهجير الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء، وإرغام القاهرة على توطينهم هناك.
وهكذا، فإن قرار إطلاق عملية برية في رفح يمكن أن يؤثر سلباً في العلاقات بين إسرائيل ومصر. ويمكن القول إن رفح خط الدفاع الأخير عن القسّام. وقد حذرت القاهرة، مرارًا، من المخاطر المرتبطة باندلاع أعمال قتالية في المنطقة، حيث قد يؤدي الاستمرار في حرب إسرائيل على غزة إلى موجة من تهجير الفلسطينيين لتوطينهم في شبه جزيرة سيناء.
لكن رغم التنشيط العسكري على الجانب المصري، لا ينبغي توقع صدام مباشر بين مصر وإسرائيل، كما يرى الباحث في الشؤون السياسية والمستشرق رولاند بيجاموف.
ومع ذلك، قال بيجاموف: "أغلب الظن أن عملية رفح ستبدأ. والجانب المصري سيحشد قواته المسلحة على الحدود مع إسرائيل بعد تعليق اتفاقيات السلام".
وبحسبه، فإن رفض مصر قبول توطين الفلسطينيين على أراضيها يرتبط بالتجربة التاريخية المحزنة للصراع العربي الإسرائيلي. بمعنى آخر، إذا أجبر الفلسطينيون على مغادرة قطاع غزة، فلن يتمكنوا من العودة إليه.