وجاء في المقال: أرمينيا تُغير بسرعة توجهها الجيوسياسي. تبتعد يريفان عن روسيا وتقلص مشاركتها في منظمة معاهدة الأمن الجماعي ورابطة الدول المستقلة. في الوقت نفسه، تقترب أرمينيا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتعزز التعاون العسكري معهما. وقد وافقت القيادة الأرمينية على شراء الأسلحة الفرنسية، وتريد جذب الخبراء الأمريكيين لإعادة تشكيل جيشها.
في أوائل نوفمبر، زار رئيس الأركان العامة الأرميني، إدوارد أسريان، مقر القيادة الأمريكية بأوروبا في شتوتغارت. ووفقا للتقارير الرسمية، كشفت أسريان عن تفاصيل الإصلاحات التي أجريت في الجيش الأرميني. ووعد الجنرال الأمريكي ستيفن باشا بمساعدة يريفان في تأهيل جيش احترافي، وتعزيز قوامه من ضباط الصف، وتحديث نظام الإدارة، والتعليم العسكري والتدريب القتالي.
بالإضافة إلى ذلك، بدأت القيادة الأرمينية تُجري اتصالات منتظمة مع السياسيين الأوكرانيين.
وفي الصدد، قال الباحث في مركز مشاكل القوقاز والأمن الإقليمي بمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، نيكولاي سيلايف:
"نسمع العديد من تصريحات القيادة الأرمينية، ونرى الاجتماعات والزيارات، وحملة المعلومات الكبيرة التي تستهدف روسيا في وسائل الإعلام الحكومية. ومع ذلك، لم تتم صياغة هذا المنعطف الجيوسياسي حتى الآن بأي شكل من الأشكال. أرمينيا لا تثير مسألة الانسحاب من منظمة معاهدة الأمن الجماعي أو الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، أو إنهاء الاتفاقيات الثنائية مع روسيا". ولا يزال متعذرا فهم الهدف النهائي لباشينيان وفريقه.
وأضاف سيلايف: "ربما تقوم أرمينيا بالاتصالات مع الغرب، لإثارة الغيرة لدى روسيا والحصول على مزيد من التفضيلات من موسكو. وربما يستفز فريق باشينيان موسكو لخلق ردة فعل حادة وتعميق الانقسام في الواقع، بعد حصوله على عذر لمزيد من تخريب العلاقات. الخيار الثالث هو أن يريفان، بطريقة خرقاء، تجس نبض الغرب، لمساومة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على مكاسب ما".