وجاء في المقال: أعلنت إدارة الرئيس قاسم جومارت توكاييف أن الرئيس فلاديمير بوتين سيزور كازاخستان في 9 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري. وتؤكد روسيا أن الرئيسين سيحضران منتدى التعاون الإقليمي بين كازاخستان وروسيا.
لكن هذا ليس بالضبط هدف الرئيس الروسي من الزيارة. ربما قرر بوتين أن يفرز بنفسه الإشارات المتناقضة القادمة من حليفه في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي. فهل كازاخستان دولة موالية لروسيا، أم أن "المكر الشرقي" الذي يستخدمه توكاييف يعمل ضد روسيا؟
مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون جنوب ووسط آسيا، دونالد لو، موجود، هذه الأيام، في كازاخستان. وهذه هي زيارته الثالثة خلال العامين الأخيرين. وخلال هذه الفترة، زار مسؤولون أمريكيون آخرون كازاخستان، بما في ذلك وزير الخارجية أنتوني بلينكن، كما زارتها لجان أمريكية كاملة للتحقق من الامتثال للعقوبات المناهضة لروسيا.
الهدف من الوجود شبه المستمر للولايات المتحدة في كازاخستان هو إبعاد هذه الدولة السوفيتية السابقة عن روسيا، ثقافيًا وعاطفيًا واقتصاديًا وسياسيًا.
وقد أعلن توكاييف نفسه، أثناء وجوده في الولايات المتحدة في سبتمبر، عن إعطاء دفعة إضافية لبناء التعاون الاستراتيجي بين البلدين. وتتطلب مثل هذه التصريحات اتخاذ تدابير مضادة من جانب موسكو.
في إطار منتدى النقل لدول منظمة شنغهاي للتعاون الذي عقد في طشقند، تم التوقيع على اتفاقية بشأن بناء "الممر الجنوبي" للنقل الذي يعبر كازاخستان، من روسيا إلى بحر قزوين وتركمانستان وأوزبكستان وقيرغيزستان.
لكن هذا لا يكفى. بل سيكون على فلاديمير بوتين أن يأخذ في الاعتبار أن الرهان على تزويد كازاخستان بالكهرباء الرخيصة والحبوب والبنزين ووقود الديزل، وضمان عبور الموارد الكازاخستانية عبر موانئ روسيا إلى أوروبا، والقروض، أن ذلك كله قد لا يكفي لضمان الولاء. بل على العكس من ذلك، فبفضل الأموال الروسية قد تصبح كازاخستان أوكرانيا ثانية.