في عيادة لإعادة تأهيل الجنود الأوكرانيين ذوي الأطراف المبتورة تحاول مديرة العيادة المسماة "البشر الخارقون" أن تبثّ روح الحماس في الجنود بعد تزويدهم بأطراف صناعية. وشعارها هو: لا تخف من السقوط وتعلم النهوض.
إن وقف المساعدات الأمريكية لأوكرانيا يعني مزيدا من هؤلاء الجنود. كما يعني يأسا مطبقا لملايين المدنيين الذين قد يتجمدون هذا الشتاء. ومع اتجاه الأنظار لإسرائيل كليا، بقيت أوكرانيا بعيدة عن الأنظار والعقول. قال العقيد هينادي كوفالينكو لزوارأمريكيين مؤخرا: إذا توقفتم عن دعمنا انسوا أوكرانيا!
وكان مجلس النواب قد نوّه ضمنا أن المساعدات لإسرائيل أكثر إلحاحا من المساعدات لأوكرانيا. لكن هذا خطأ كبير، وفق أحد المسؤولين الأوكرانيين.
وللخروج من مأزقها الدموي تحتاج أوكرانيا للتكنولوجيا، على حد تعبير الجنرال الأعلى في كييف، فاليري زالوزني. وتشمل التكنولوجيا، كما فصّلتها مجلة الإيكونوميست، طائرات دون طيار وصواريخ ومقاتلات نفاثة وأدوات اختراق الألغام. وهذه الأخيرة في غاية الأهمية لأن الموجة الأولى من حقول الألغام أفشلت الهجوم المضاد وتسببت ببتر أعضاء الجنود الذين حاولوا التقدم.
والواقع أن ما يرفع وتيرة القلق هو احتمال فوز ترامب الذي يشكل خطرا داهما على المساعدات الأوكرانية، لأن معارضة ترامب المتطرفة ضد مساعدة أوكرانيا أشد تطرفا مما يعلنه.
في النهاية إذا لم يقدم الكونغرس المساعدة المطلوبة لكييف، وخاصة التكنولوجية، فسيكون شتاؤها يائسا ومريرا.
المصدر: واشنطن بوست