وجاء في المقال: جرى تسليم حوالي ثلاثة أرباع صادرات النفط الروسية بحرًا من دون تأمين من قبل شركات التأمين الغربية في أغسطس بأسعار تزيد على 60 دولارا للبرميل.
يبدو أن الغرب الجماعي، بقيادة الولايات المتحدة، أخطأ في حساباته مرة أخرى. هذه المرة، من الواضح أن واشنطن ولندن وبروكسل بالغت في تقدير أهمية شركات التأمين الغربية، التي كانت تعد الوسيلة الرئيسية لفرض سقف سعر على النفط الروسي، والذي تم إقراره في نهاية العام الماضي من قبل مجموعة السبع.
وفقا لمحللي صحيفة فايننشال تايمز، تم تأمين حوالي 75% من النفط الروسي المنقول بحراً في أغسطس من قبل شركات تأمين غير غربية.
لقد بالغت مجموعة السبع في تقدير ارتهان روسيا لشركات التأمين الغربية، بل ولمالكي السفن الغربيين. في البداية، بدا كأن خطط واضعي سقف الأسعار بدأت تتحقق: بعد طرح السقف في ديسمبر 2022، زادت موسكو بشكل حاد الخصم على نفطها، والذي وصل في بعض الأحيان إلى 40 دولارًا للبرميل. كان هذا ضروريًا لإعادة توجيه ملايين براميل النفط الروسي بسرعة إلى مشترين آخرين من الغرب وأوروبا والشرق وآسيا. وتشير تقديرات فايننشال تايمز إلى أن خسارة روسيا من صادرات النفط، منذ فبراير 2022، بلغت 100 مليار دولار، بسبب العقوبات والقيود.
ولكن روسيا تحررت من اعتمادها على مالكي السفن الغربيين بفضل ما يسمى "أسطول الظل" من ناقلات النفط التي لا تحتاج إلى شركات التأمين الغربية وغيرها من الخدمات. سمح التخلي عن الناقلات الغربية لموسكو بتخفيض الخصم، مع انكماش سوق النفط العالمية، بسبب خفض المشاركين في اتفاقية أوبك+ الانتاج، وفي المقام الأول المملكة العربية السعودية وروسيا. فقد ارتفع متوسط سعر العلامة التجارية الرئيسية للنفط الروسي (أورال)، في شهر يوليو إلى ما يزيد عن 60 دولاراً للبرميل، وهو السقف السعري لمجموعة السبع، ولم ينخفض منذ شهرين، بل سجل ارتفاعا.