وجاء في المقال: بدأت إيران وأذربيجان، اللتان وجدتا نفسيهما على شفا مواجهة مسلحة قبل ستة أشهر، تتقاربان بحذر. فقد سافر وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إلى باكو حيث التقى الرئيس إلهام علييف. وعقب المحادثات، أعلن الطرفان عن أجواء إيجابية وتجاوز سوء الفهم.
وإلى ذلك، فهناك أسباب كثيرة لتسوية العلاقات. على سبيل المثال، لدى كلا البلدين أهداف وغايات جيوسياسية أكثر أهمية من أن يدخلا في نزاع بينهما. تركّز إيران على مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة. وتسعى أذربيجان إلى توقيع معاهدة سلام مع أرمينيا بشروطها والحصول على قره باغ. تحتاج كلتا الدولتين إلى عمق موثوق، لذلك من الأفضل لهما تجنّب صراعات إضافية.
تجمع إيران وأذربيجان أيضًا علاقات اقتصادية وثيقة. ومن ناحية أخرى، يساهم في تطبيع العلاقات بينهما نشاط روسيا في المنطقة. فموسكو مهتمة بتطوير ممر النقل شمال-جنوب، الذي يجب أن يربط روسيا بدول الخليج وجنوب، وجنوب شرق آسيا.
ويرى الباحث في الشؤون الإيرانية فلاديمير ساجين أن باكو وطهران لا تريدان أن تصل الأمور بينهما إلى قطع العلاقات الثنائية. وقال: "لا أرى مصلحة للقوى الخارجية في إثارة الصراع في جنوب القوقاز، ما يساهم أيضًا في المصالحة. الحديث يدور، بالدرجة الأولى، عن روسيا التي تقيم علاقات جيدة مع الجانبين".
وتشير الباحثة في مركز دراسات بلدان الشرق الأدنى والأوسط بمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إيرينا فيدوروفا، إلى الوضع الجيوسياسي الخاص في المنطقة. فوفقا لها، تتبنى باكو موقفا مؤيدا، لا لبس فيه، لتركيا وتؤكد علاقاتها الوثيقة مع أنقرة. لكن في الواقع، قد تكون مثقلة بالاعتماد المفرط على حليفها الرئيس وحده، ولها مصلحة في تنويع علاقاتها السياسية الخارجية، وبالتالي فهي ليست ضد تحسين العلاقات مع إيران.