وجاء في المقال: تسببت أنباء التقارب بين الخصمين الإقليميين، السعودية وإيران، في صدمة في الشرق الأوسط، ووجهت ضربة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي حوّل المواجهة مع طهران ليس فقط إلى أولوية للدبلوماسية العامة، بل وأولوية شخصية له.
وقد صور نتنياهو نفسه على أنه السياسي الوحيد القادر على حماية إسرائيل من برنامج إيران النووي سريع التوسع ومن حلفائها الإقليميين مثل حزب الله في لبنان وحماس في غزة.
كان من شأن إبرام اتفاق لتطبيع علاقات الدولة اليهودية مع المملكة العربية السعودية، بوصفها أقوى وأغنى دولة عربية، أن يحقق هدف نتنياهو العزيز المتمثل في إعادة تشكيل المنطقة وتقوية مكانة إسرائيل.
منذ عودته إلى السلطة أواخر العام الماضي، ألمح نتنياهو وحلفاؤه إلى أن الصفقة مع الرياض قد تكون وشيكة. ففي خطاب ألقاه أمام القادة اليهود في أمريكا، الشهر الماضي، وصف نتنياهو اتفاق السلام بالقول، إنه "هدف نعمل عليه بالتزامن لكبح إيران".
على الرغم من التداعيات على سمعة نتنياهو، يشك الخبراء في أن يضر الانفراج بإسرائيل. فسوف تبقى المملكة العربية السعودية وإيران خصمين إقليميين حتى لو تبادلتا فتح السفارات. ومثل الإمارات العربية المتحدة، يمكن للمملكة العربية السعودية تعميق العلاقات مع إسرائيل حتى مع الحفاظ على علاقات عمل مع إيران.
وفي الصدد، قالت محللة شؤون الخليج في مجموعة الأزمات الدولية، آنا جاكوبس، إنها ترى أن الصفقة مرتبطة بخفض التصعيد في اليمن. وأضافت: "من الصعب تخيل اتفاق سعودي إيراني لاستئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين دون بعض التأكيدات من إيران بدعم أقوى لجهود حل النزاع في اليمن".