كانت عواقب ذلك كثيرة ومتعددة الأوجه. حاولت الولايات المتحدة على الفور نقل الصناعة الأوروبية إلى أراضيها، وبدأت المستعمرات الأوروبية السابقة بحماس ركل وصفع والبصق في وجه الدول التي كانت يوما تمثل بالنسبة لها الدول الأم، دون أن تخفي سعادتها بذلك.
أمضت فرنسا العام الماضي في الفرار من مستعمراتها الإفريقية السابقة، والتي قامت، بمساعدة مجموعة "فاغنر" الروسية، بترتيب الأمور وضمان الأمن.
وخلال جولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في إفريقيا، التي انتهت السبت الماضي، تشاجر علنا مع رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، الذي بدأ في تعليم ماكرون كيفية التعامل مع الدول الإفريقية.
كما استغل الرئيس الناميبي لقاءه بالسفير الألماني ليقدم مطالباته بطريقة مهينة إلى حد كبير من أوروبا والغرب بشأن التمييز ضد الأفارقة، والتدخل في العلاقات الإفريقية مع الصين.
أما وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، التي وصلت الهند لحضور اجتماع وزراء خارجية مجموعة "العشرين"، فلم يلتق بها أحد باستثناء موظفي المطار، خلافا للبروتوكول.
أعتقد أن أمثلة الازدراء للدول الأوروبية سوف تتضاعف، فيما تشهد أوروبا كارثة اقتصادية وعلى مستوى السياسة الخارجية، تعكس تغيّر موازين القوى في العالم. ويجب أن يكون مفهوما أن هذا ليس تمردا على أوروبا، بقدر ما هو تمرد ضد النظام العالمي القديم بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. ورسالة الرئيس الناميبي التي دافعت عن الوجود الصيني في إفريقيا ليست رسالة لألمانيا بقدر ما هي رسالة للولايات المتحدة.
المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف