وأشارت "هآرتس" في مقال بقلم أموس هاريل اليوم الثلاثاء، إلى أن بقصفها ثلاثة أهداف إيرانية، هي مصنع أسلحة قرب مدينة أصفهان وقافلتا شاحنات عند الحدود العراقية السورية خلال أقل من 48 ساعة، صعدت إسرائيل هجماتها ضد إيران، وهي ليست محصورة بأهداف مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني ولا بالأراضي السورية.
وحسب الصحيفة، فإن هذه الهجمات وتغيير السياسة الإسرائيلية حيالها بدأت خلال ولاية حكومة بينيت – لبيد السابقة، التي قررت الاستمرار في اغتيال مسؤولين في البرنامج النووي ومنع نقل أسلحة إيرانية إلى سوريا و"حزب الله" اللبناني ومنظمات موالية لإيران.
وفي إطار هذه السياسة نفذت إسرائيل ثلاثة هجمات بطائرات مسيرة انتحارية ضد أهداف داخل إيران، في يونيو العام 2021، انفجرت طائرات مسيرة إسرائيلية من طراز "كواد-كروبتر" الانتحارية على أحد منشآت صنع أجهزة طرد مركزية في كراج، قرب طهران.
وقبل سنة تقريبا، انفجرت ست مسيرات من هذا الطراز في مدينة كرمنشاه، التي تتواجد فيها منشأة التخزين الأساسية للمسيرات العسكرية الإيرانية. وفي مايو الماضي، استهدفت المسيرات الإسرائيلية منشأة حساسة إيرانية، قالت إسرائيل إن إيران تطور فيها تكنولوجيات لصالح صواريخ ونووي ومسيرات.
واعتبرت الصحيفة أن الهجمات في اليومين الماضيين تشكل رسالة إسرائيلية بأنها "لا تخشى توسيع وتصعيد قوة الاحتكاك العسكري مع إيران".
ولفتت الصحيفة إلى أن الهجومين الإسرائيليين الأوليين وقعا أثناء وجود رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، وليام بيرنز، في إسرائيل، فيما الهجوم الثالث جرى قبيل وصول وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل.
ورجحت الصحيفة أن هذه الهجمات الثلاثة جرت بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وجاءت في أعقاب انتهاء مناورة عسكرية جوية كبيرة مشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة، وأن في ذلك رسالة موجهة إيران بشأن هذا التنسيق.
إلا أن هذا التنسيق الإسرائيلي الأمريكي لا يعني أن هجوما ضد المنشآت النووية في إيران بات قريبا، حسب الصحيفة، وذلك لأنه "لا يوجد أي اتفاق كهذا، كما أن إسرائيل ما زالت غير جاهزة عسكريا لهجوم كهذا".
وأضافت الصحيفة أن "الموافقة الأمريكية على المناورة المشتركة، ورفض التحفظ من الهجمات الإسرائيلية، يعكسان سياسة إدارة بايدن الحالية، بضم إسرائيل إلى صدرها على أمل ألا تستدرج أمريكا إلى مغامرة لا ضرورة لها، والتسامح تجاه خطوات بمبادرة إسرائيل في مواجهة السلوك الإيراني".
وحسب المقال، فإنه "من الواضح أن إيران تعتزم الرد على الأحداث الأخيرة. وهذه الحرب ستستمر، في جبهات وبوسائل مختلفة، لكن ليس بقوة كبيرة جدا في هذه الأثناء".
المصدر: "هآرتس"