رهان أردوغان

كتبت ايلينا ايغوروفا، في "موسكوفسكي كومسوموليتس"، حول رهان أردوغان على الفوز في الانتخابات رغم تدهور اقتصاد البلاد.
وجاء في المقال: لا يصح القول إن رجب طيب أردوغان كان على هامش السياسة العالمية. فقد حاول الزعيم التركي الطموح دائمًا فرض لعبته، وهو على الرغم من العضوية في الناتو، ينتهج سياسة مستقلة عن "الغرب الجماعي". ثم جاءت العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا لترفعه إلى قمة الدبلوماسية الدولية. فاليوم لم يعد ممكنا لأي حدث مهم أن يهمل أردوغان.
في تركيا نفسها، حظيت نجاحات أردوغان في السياسة الخارجية بما تستحق من استجابة. انخفضت شعبية حزبه (وشعبية الرئيس نفسه) في السنوات الأخيرة. وعندما شغل ممثلو المعارضة مناصب رؤساء البلديات في المدن الكبيرة، في العام 2018، قال البعض إن أردوغان يخسر عمليا انتخابات العام 2023 الرئاسية.
ومع ذلك، فالأمور ليست محسومة بعد. فمن ناحية، لا يمكن إلا أن تؤثر الأزمة الاقتصادية المتفاقمة على مزاج الناخبين. فحتى الآن، بلغ التضخم في تركيا 85.5٪، وفقدت العملة المحلية 27٪ أخرى من قيمتها.
يراهن الزعيم التركي على أن تغطي نجاحاته في السياسة الخارجية في نظر الناخبين الصعوبات الاقتصادية المؤقتة. وبالنسبة للناس، فإن استعادة القوة والاحترام السابقة للبلاد ستكون أكثر أهمية من الأسعار في المتاجر.
وعلى غرار شعار ترامب "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، يسير أردوغان إلى الانتخابات الرئاسية تحت راية بعث الإمبراطورية العثمانية.
حتى الآن، يدعم 45٪ من الناخبين، دون قيد أو شرط، هذه الاستراتيجية. وإلى ذلك، حكم على أكبر خصم سياسي لأردوغان، رئيس بلدية إسطنبول كريم إمام أوغلو، بعقوبة السجن. وسوف تتيح الاضطرابات المستمرة في الشؤون العالمية، لأردوغان، فرصة تعزيز شعبيته بمبادرات في السياسة الخارجية الجديدة، التي قد تصل إلى إجلاس روسيا وأوكرانيا على طاولة المفاوضات.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب