وجاء في المقال: دخلت إدارة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن في اتصال مباشر مع الحكومة السورية لمعرفة مصير الصحفي الأمريكي أوستن تايس، الذي اختفى قبل 10 سنوات بالضبط. وقد أدت مفاوضات مشابهة في عهد دونالد ترامب إلى الحديث عن تليين موقف واشنطن من دمشق الرسمية.
يقول كبار المسؤولين في إدارة بايدن إنهم استخدموا أيضا جميع قنوات الاتصال المتوافرة لإقناع السوريين بالتفاوض. ويشارك وسطاء آخرون من حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ما زالوا يحتفظون بعلاقات دبلوماسية مع الأسد (الإمارات العربية المتحدة ومصر) في حل هذه المسألة.
والسؤال الكبير هو عن مدى استعداد الجانب الأمريكي للتنازل وعن أي الأشياء يمكن أن تتنازل واشنطن من أجل إعادة تايس. ففي الرد على محاولة واشنطن مناقشة مصيره مع جماعة الأسد، طرحوا مطالب طموحة: انسحاب القوات الأجنبية من شمال شرق وجنوب شرق البلاد، ورفع القيود الاقتصادية عن دمشق، واستعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا.
فرأى المسؤولون الأمريكيون في سقف المطالب المرتفع علامة على عدم استعداد دمشق للحوار؛ كما شعروا بالقلق من أن دمشق لم تحاول، بعد اختفاء تايس، الاتصال بواشنطن للمساومة على نصيره. لكن حقيقة أن بايدن وجه خطابا مستقلا بمناسبة ذكرى اختفاء تايس، داعيا "سوريا لإنهاء ذلك والمساعدة في إعادته إلى الوطن"، تشير إلى أن المواطن الأمريكي لا يزال على قيد الحياة. وقد أكد سيد البيت الأبيض ذلك بالقول: "نحن نعلم على وجه اليقين أن النظام السوري يحتجزه". "لا توجد أولوية أعلى في إدارتي من عودة الأمريكيين المحتجزين كرهائن." هذا يعني أنه لا يزال يتعين على واشنطن ودمشق المساومة.