وجاء في المقال: قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إن استراتيجية الغرب الحربية للتعامل مع الأزمة الأوكرانية فشلت. وقد أصبحت عواقب العقوبات الغربية ضد روسيا على الاقتصاد العالمي أكثر وضوحا.
وهناك الكثير من المشاكل التي يعانيها الاقتصاد الأمريكي. ففي يونيو الماضي، حطم التضخم هناك رقماً قياسيا صمد أربعين عاما، فتجاوز 9.1٪. ووفقا لبيانات المعهد الأمريكي لإدارة التوريد، انخفض مؤشر نشاط الأعمال في الصناعة الأمريكية في يوليو إلى 52.8٪، وهذه أدنى قيمة منذ يونيو 2020. وسجل الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي تراجعا خلال ربعين متتاليين من العام الجاري، لكن سلطات البلاد تنفي بعناد وجود ركود.
في 21 يوليو، عُقد مؤتمر "Free Thoughts on the Future" عبر الإنترنت، حاضر خلاله الاقتصادي الأمريكي المعروف ورئيس شبكة الأمم المتحدة لحلول التنمية المستدامة، جيفري ساكس. هذا الخبير يعرف حال روسيا جيدا. ففي نهاية العهد السوفييتي، كان مستشارا للإصلاحات الاقتصادية في عهد ميخائيل غورباتشوف، واستمر في ذلك تحت حكم الرئيس الروسي الأول بوريس يلتسين في 1991-1993، ومستشارا لرئيس الوزراء إيغور غيدار ووزير المالية بوريس فيودوروف في قضايا سياسة الاقتصاد الكلي. ومع ذلك، وقّع، في يونيو، على رسالة مفتوحة تدعو إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا؛ وها هو الآن يتهم الغرب علانية بالتسبب بهذه الأزمة.
هذا الخبير الاقتصادي الأمريكي متأكد من أن العملية الخاصة الروسية في أوكرانيا لن تنتهي بهزيمة موسكو. بل يؤكد ضرورة وقف القتال من خلال المفاوضات، حيث يتعين على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "وقف خطابهم عن هزيمة بوتين وروسيا".
ووفقا لـ ساكس، لا يمكن حل الأزمة إلا عندما يدرك الناتو أنه لن يتوسع على حساب أوكرانيا. وبحسبه، ففي ظل مناخ عدم الاستقرار السياسي الحالي، ستنهار الحكومات الأوروبية واحدة تلو الأخرى.