وجاء في المقال: سيتعين على إدارة جو بايدن العمل بجدية لاستعادة العلاقة القديمة مع حليفها الأهم في الشرق الأوسط- المملكة العربية السعودية. فقد أصبح الوضع بالنسبة لواشنطن الآن أكثر صعوبة مما كان عليه خلال الفترة التي شغل فيها بايدن منصب نائب الرئيس باراك أوباما. فالآن يمكن للولايات المتحدة أن تصبح في أحسن الأحوال أحد حلفاء المملكة العربية السعودية، وليس الحليف الوحيد، كما كانت من قبل، لأن لدى السعوديين علاقات جيدة جدا مع خصمي أمريكا الرئيسيين- روسيا والصين. بل إن العلاقات مع بكين تتوسع وتتعزز بشكل ديناميكي. والدليل على هذه الأطروحة هو الاتفاق على بناء مركز بتروكيماويات ضخم في مقاطعة شاندونغ بشرق الصين، حيث تتركز 26٪ من طاقة تكرير النفط في الصين. علما بأن مقاطعة شاندونغ، ثالث مقاطعة في الصين من حيث الناتج المحلي الإجمالي، وهذا هو المكان الذي يذهب إليه كل النفط الذي توفره أرامكو السعودية للبلاد.
قبل بضع سنوات، تصرفت بكين ببعد نظر وحكمة عندما ساعدت ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بعد عدة محاولات فاشلة لإطلاق الاكتتاب العام لشركة أرامكو السعودية. فعندئذ، ساعدت بكين ولي العهد محمد بشكل كبير، حيث عرضت شراء جميع أسهم شركة النفط العربية العملاقة المطروحة في البورصة للاكتتاب العام، والبالغة 5٪، بالسعر المناسب للرياض. بل وأبدى الصينيون، بما يتفق تماما مع رغبات القيادة السعودية، استعدادهم لتنفيذ الصفقة بأكملها سرا.
منذ ذلك الحين، يشعر الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية بأنه مدين للصين. وقد أدى هذا، وفقا لأسعار النفط، إلى عناق بين منتج النفط الرئيسي في العالم والصين، التي، على ما يبدو، تزداد قوة كل يوم تقريبا.