وجاء في المقال: في سياق تحول الاقتصاد الروسي إلى الشرق، حظي التعاون الروسي الممكن مع إيران باهتمام يقل، بدرجة ما، عن الاهتمام بالتفاعل مع دول مثل الصين والهند. ومع ذلك، يُنظر حاليا إلى آفاق العلاقات التجارية الروسية الإيرانية بجدية أكبر.
وهكذا، أعلن وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني، رضا فاطمي، مؤخرا على هواء قناة "برس تي في" الدولية الناطقة بالإنجليزية، والممولة من الحكومة الإيرانية، أن الجمهورية الإسلامية تخطط لاستيراد المواد الخام لصناعة التعدين من روسيا من خلال نظام المقايضة.
وقد تم بالفعل توقيع عدة عقود لتوريد وصيانة التوربينات، وفقا للمسؤول الإيراني الكبير. ولم يتم ذكر أسماء شركات بعينها، في سياق الحرب الاقتصادية التي يشنها الغرب ضد بلادنا، وهذا ليس مفاجئا.
وهناك في مجتمع الخبراء من يشعر بالدهشة بل والحيرة من حقيقة إبرام الصفقات التي توفر روسيا بموجبها الموارد مقابل التكنولوجيا، وبالتحديد مع إيران. فالأمور معكوسة، في الصورة المألوفة لدى كثيرين: موسكو هي التي تقدم منتجات عالية التقنية لطهران بشروط تعود بالنفع على الطرفين. إنما واقع العقوبات الجديد قادر على تقديم مثل هذه المفاجآت.
ويجب أن لا ننسى أن روسيا ليس بغنى عن تجربة إيران الثرية في العيش والعمل تحت ضغط العقوبات المديدة والشديدة. فهناك الكثير مما يمكن أن نتعلمه في هذا الصدد من شركائنا الإيرانيين. على سبيل المثال، كيف تمكن الإيرانيون من تطوير هندستهم الميكانيكية تحت ضغط العقوبات لسنوات عديدة.
جدير بالذكر أن نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، قام في نهاية شهر مايو بزيارة رسمية إلى إيران، شارك خلالها في أعمال المنتدى التجاري الإيراني الروسي واجتماع اللجنة الحكومية الدولية الروسية الإيرانية. وهناك، تم التوصل إلى اتفاقيات تتعلق بتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين الدولتين في قطاعي الطاقة والمصارف.