كما أضاف لافروف أن "حكماء اليهود يقولون إن أكثر المعادين للسامية حماسة هم كقاعدة من اليهود".
وصف وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، تعليق لافروف بأنه "تصريح مشين لا يغتفر"، وقال إن اتهامات اليهود أنفسهم بمعاداة السامية هي "أدنى مستوى من العنصرية"، مطالبا بالاعتذار.
ردت الخارجية الروسية بأن تصريحات يائير لابيد "المناقضة للتاريخ"، "تفسر إلى حد كبير مسار سلطات البلاد في دعم نظام النازيين الجدد في كييف".
لم تكتف إسرائيل باستخدام، وإنما أساءت استخدام سياسة تبرير التمييز ضد الفلسطينيين استنادا إلى اضطهاد النظام النازي لليهود خلال الحرب العالمية الثانية. ووفقا للمنطق الإسرائيلي، فإن جرائم النازيين ضد اليهود في ذلك الوقت تعطي إسرائيل الحق في الوصول إلى مصالحها بأي ثمن، بما في ذلك إنكار حقوق الشعوب الأخرى والطبيعة غير المتكافئة والتمييزية لدولة إسرائيل الحديثة.
يتعين علينا ألا ننسى أنه في الحقبة السابقة للتعددية القطبية، وحينما كان الاتحاد السوفيتي يوازن وجود الولايات المتحدة الأمريكية، اعترفت هيئة الأمم المتحدة بالصهيونية كشكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري. وفقط بعد انهيار الاتحاد السوفيتي (بعد أسبوع واحد من تصفيته رسميا)، وفي فترة تاريخية قصيرة من أحادية القطبية التي تنتهي أمام أعيننا، تمكنت الولايات المتحدة من فرض رفض مثل هذه النظرة للأساس الأيديولوجي للدولة الإسرائيلية.
لهذا فبإنكار الطبيعة النازية لأوكرانيا بمجرد دعوى أن رئيس هذه الدولة يهودي، تدافع إسرائيل عن مبدأ السماح لها، وحقها في فعل أي شيء مع الشعوب الأخرى، دون تسمية هذه الأعمال بالنازية.
لأنه بمجرد أن يعترف العالم أن اليهود يمكن أن يكونوا أنفسهم نازيين، سيتم الاعتراف مرة أخرى بأن الدولة اليهودية يمكن أن تكون هي الأخرى نازية.
أعتقد أن الهستيريا الإسرائيلية بشأن تصريحات وزير الخارجية الروسي ترتبط إلى حد كبير تحديدا بذلك، فعصر التساهل الذي تضمنه الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل عن أي تعسف للأخيرة ضد الشعوب الأخرى يقترب من نهايته.
المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف