وجاء في المقال: إنه المثال الأول عن كيفية استعداد الدول الأوروبية للتخلي عن الغاز الروسي والبحث عن بديل له، وكيف تنعكس عمليات البحث هذه على وحدة أوروبا الموحدة.
التقى دبلوماسيون إيطاليون وإسبان لمناقشة الغاز الجزائري. وقد اتفق ماريو دراغي، في 11 أبريل، في الجزائر العاصمة، على زيادة إمدادات كبيرة من الغاز (22.5 مليار متر مكعب) وعلى 9 مليارات متر مكعب أخرى، في 2023-2024، وهو ما يمثل 12٪ من احتياجات البلاد من الغاز.
أما في مدريد، فأثارت أنباء الاتفاقية قلقا شديدا. يخشى الإسبان أن يواجهوا مشاكل جدية في تأمين "الوقود الأزرق". يتفاوض الإسبان والجزائريون منذ فترة طويلة على تزويد إسبانيا بالغاز الجزائري، لكنهم لا يستطيعون الاتفاق على السعر. تخشى إسبانيا من أن الاتفاق مع إيطاليا يعزز بشكل حاد موقف الجزائر في هذه المفاوضات ويسمح لها بإملاء شروطها. بالإضافة إلى ذلك، قد تواجه الجزائر، وليس من دون سبب يدعو لقلق مدريد، مشاكل لوجستية فيما يتعلق بإمدادات الغاز لشبه الجزيرة الأيبيرية.
أعلن دبلوماسيون إسبان وإيطاليون مواقف بلديهما واتفقا على اجتماع جديد في نهاية أبريل. يتلقى البلدان منذ فترة طويلة الغاز الجزائري عبر خطوط أنابيب تربطهما بالجزائر. في السابق، كان هناك ما يكفي من الغاز الجزائري للجميع، ولكن الآن، وبسبب نية أوروبا الراسخة للتخلي عن الغاز الروسي وخفض إنتاج الغاز في الجزائر نفسها، نشأت مشاكل كبيرة.
مخاوف الإسبان لها ما يبررها، لأن التراجع تجاوز 40٪. وهذا يعني أن الغاز الجزائري الآن من المرجح أن يصبح موضوع منافسة شديدة بين الدول الأوروبية في محاولة لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي.