وجاء في المقال: "روسيا تواجه العالم المتحضر بأسره". يمكن سماع هذه العبارة غالبا من السياسيين الغربيين أو قراءتها في وسائل الإعلام الغربية.
الغريب، أن ذلك ممكن. فروسيا تسير فعلاً على طول طريقها المعبدة بمصالحها الوطنية، في عزلة، ولكن مرفوعة الرأس.
نعم، لديها حلفاء اقتصاديون، لكن هل أعلن أي منهم الرفض العلني للاعتراف بالعقوبات الغربية والامتثال لها؟ نعم، لديها حلفاء عسكريون وسياسيون داخل منظمة معاهدة الأمن الجماعي. لكن بالمعنى الدقيق للكلمة، ما الفائدة منهم؟
نعم، على الساحة الدولية، تحمي روسيا مصالح العالم المتحضر بأسره من تعديات "الصليبيين" الغربيين الذين يسعون لنشر رموز إيمانهم. ولكن من يقف إلى جانب روسيا في هذا العالم المتحضر؟ من الذي ساعدها في التغلب على العقوبات الانتقامية من الغرب الغاضب من مثل هذا السلوك؟
وهكذا، ففي الواقع، لا حلفاء لروسيا. إنها حقيقة. ومع ذلك، خلافا للاعتقاد السائد، فإن هذا الوضع لا يشير إلى ضعف موسكو. بل على العكس من ذلك، كان الكرملين أسرع من الأمريكيين أنفسهم في إدراك رياح التغيير في العلاقات الدولية. فقد أدرك، على وجه الخصوص، تقادم مفهوم الاتحادات وظهور مفهوم الشراكة الاستراتيجية مكانه.
وبعد كل شيء، فما هو الاتحاد؟ الاتحاد هو التزامات دولة تجاه أخرى...
تلتزم موسكو بقاعدة واضحة في سياستها الخارجية: فهي تطور العلاقات مع كل من يحترم مصالحها، ولا تشارك في النزاعات بين الدول. وبالترجمة من لغة الدبلوماسية إلى لغة الإنسانية، يمكن القول إن روسيا ليست مستعدة لقتال أذربيجان من أجل أرمينيا، ولا السعودية من أجل إيران، والأكثر من ذلك أنها ليست مستعدة للوقوف إلى جانب الصين في الصراع مع اليابان. يفضل الكرملين تحقيق التوازن والاستفادة من التعاون مع الجميع وتزويدهم، إذا أمكن، بخدمات الوساطة.