وجاء في المقال: سوف يفتتح الاجتماع عن بعد لرؤساء أربعين دولة في الـ 22 من أبريل. وهذه القمة، رسميا، مكرسة لمواجهة الاحتباس الحراري وتقليل الانبعاثات الضارة في الغلاف الجوي.
حول ذلك، التقت "كومسومولسكايا برافدا"، عضو هيئة رئاسة مجلس السياسة الخارجية والدفاعية، الكسندر لوسيف، فقال:
سوف نشهد دورة فائقة للمواد الخام. أدى الاقتصاد الرقمي والافتتان بالمشاريع "الخضراء" عالية استهلاك الموارد إلى زيادة حادة في الطلب وزيادة أسعار المعادن الصناعية والنفط وغيرها من مصار الطاقة الهيدروكربونية.
لقد رسمتم أفقا طيبا للطاقة الهيدروكربونية، وهذا ما يؤكده محللو أكبر البنوك الأمريكية - جي بي مورغان، ومجموعة غولدمان ساكس، وبنك أوف أمريكا... فلماذا إذن يعقد رئيس الولايات المتحدة قمة المناخ بمشاركة زعماء أربعين دولة رائدة، حيث سيمتدح "الطاقة البديلة" ويلعن النفط والفحم والغاز، المتهمة بأنها المذنبة الأولى في الاحتباس الحراري؟ ويدعو بوتين، وشي جين بينغ، اللذين يعدهما عدوي أمريكا، ليس عن سذاجة؟
تحرك بايدن مصلحة أكثر جدية، مصلحة جيوسياسية! بالنسبة للولايات المتحدة، تعد أجندة المناخ طريقة جديدة للحفاظ على نفوذها وقوتها وتوسيع سلطتها في العالم. من خلال فرض "المشاريع الخضراء" والقروض "الخضراء" بقوة على البلدان الأخرى (وهذا، في الواقع، استمرار للاستعباد المالي للعالم بأسره). وبتقليص الصناعات التقليدية في هذه البلدان، ستكبح أمريكا تطور جميع الدول الأخرى. بالنسبة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تعد المبادرات الخضراء، وتنظيم التكنولوجيا، وتحديد انبعاث الكربون، وضرائب الكربون خيارا جديدا للهيمنة العالمية والحمائية وحل مشكلاتهما على حساب البلدان النامية.
كما تعد أجندة المناخ أداة إضافية للضغط الأمريكي على الصين، التي باتت تشكل مركز العالم الصناعي. على الرغم من أن الأمريكيين والأوروبيين واليابانيين نقلوا بأنفسهم صناعاتهم الملوثة للبيئة إلى الصين منذ سنوات عديدة.
ويخطط الغرب أيضا لاستخدام القواعد المالية الخضراء لتقييد أي استثمار في الاقتصاد الروسي.
إن الأهداف النبيلة المتمثلة في "تحسين المناخ" تخفي في الواقع سياسات الأنغلوساكسونيين المتوحشة التي ينتهجونها ضد العالم بأسره منذ خمسمائة سنة.