مباشر

الحرب التكنولوجية العالمية بدأت ولن تكون هناك "حركة عدم الانحياز"

تابعوا RT على
ينقسم العالم أمام أعيننا إلى منطقتين تكنولوجيتين، من المحتمل أن تتباعدا أكثر فأكثر عن بعضهما البعض.

وقّعت روسيا والصين اتفاقية حول إنشاء محطة قمرية دولية، ودعت دولاً أخرى للمشاركة فيها. وكانت روسيا في وقت سابق قد انسحبت من المشروع الأمريكي بسبب رفض الأمريكيين مناقشة المعايير، وعرضوا ببساطة قبول المعايير الأمريكية.

كذلك، وقبل كل شيء، لعبت دوراً لا يقل أهمية في القرار الروسي بشأن العقوبات المتزايدة من الغرب، والأهم محاولات الولايات المتحدة الأمريكية الحد من التطور التكنولوجي الروسي.

يعود أحد أسباب الأزمة الاقتصادية العالمية المتزايدة إلى استنفاد إمكانات التقنيات الحالية. فالهواتف والحواسيب اللوحية وغيرها من الأجهزة الحديثة تجعل الحياة أسهل، لكنها تعجز عن نقل الإنتاجية إلى المستوى التالي.

فهذا يتطلب اختراقاً أساسياً في الطاقة و/أو التكنولوجيا الحيوية، وإتقان الاندماج النووي الحراري، وزيادة الإنتاجية من خلال التلاعب الجيني.

من المرجح أن تكون ثورة الاتصالات وإنترنت الأشياء القائمة على تقنية 5G هي آخر صيحات المرحلة التكنولوجية الحالية، ولكن لا ينبغي الاستهانة بإمكانية النمو الاقتصادي القائم على هذه التقنيات.

تعدّ روسيا، على الرغم من مواقفها المتواضعة في بعض المجالات الأخرى، واحدة من البلدان الرائدة في العالم في العلوم الأساسية وتقنيات الطاقة، بما في ذلك الطاقة النووية، وتطوير أجهزة الكمبيوتر الكمومية، والذكاء الاصطناعي، وغيرها. كما أن صناعة الطيران والمحركات تنتعش بسرعة، في هذا المجال، فإن روسيا على وشك العودة إلى مستوى الاتحاد السوفيتي.

كذلك تُظهر الصين بدورها ريادتها في تطوير تقنية 5G وتسعى للاستقلال عن الولايات المتحدة الأمريكية، وتبوّؤ دور رائد في تقنيات الاتصال والكثير من المجالات الأخرى. بشكل عام، هناك ثلاثة أضعاف عدد العلماء في الصين مقارنة بالولايات المتحدة الأمريكية.

هناك عبارة طريفة: ما هي الجامعات الأمريكية؟ إنه المكان الذي يدرّس فيه الأساتذة الروس الرياضيات للطلاب الصينيين.

لهذا يبدو التحالف التكنولوجي بين روسيا والصين ضرورياً وطبيعياً أكثر فأكثر مع تنامي الضغط الأمريكي والعقوبات الغربية. علاوة على ذلك، ومن خلال توحيد الجهود، يمكن لروسيا والصين أن تصلا إلى الريادة في التقنيات التي ستضمن الانتقال إلى المستوى التكنولوجي التالي على وجه التحديد.

ليس هناك شك في أن الصين سوف تتفوق على الولايات المتحدة الأمريكية من حيث الناتج المحلي الإجمالي في غضون سنوات قليلة، وستواصل توسيع ريادتها على الولايات المتحدة بشكل أكبر. وما من شك في أنه بعد مرور بعض الوقت، سيتبع التفوق الاقتصادي تفوق تكنولوجي. ومحاولات واشنطن للحد من التطور التكنولوجي لروسيا والصين بمساعدة العقوبات لا تتحدث سوى عن فقدان الولايات المتحدة الأمريكية لزمام القيادة.

إن رفاهية البلدان الصغيرة تعتمد على مكانتها في النظام المهيمن لتقسيم العمل الدولي. وأولئك الذين نجحوا في نظام تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لن ينجحوا بالضرورة في عالم تهيمن عليه الصين. يعتمد هذا إلى حد كبير على ما إذا كان لدى ذلك البلد الصغير الوقت لاحتلال مكانة متخصصة أم لا.

لهذا فإن معظم دول العالم، في السنوات العشر المقبلة، ستعاني من القلق النفسي والشكوك فيما إذا كانت اللحظة قد حانت بعد أم لا للهروب بأمان من المعسكر الأمريكي إلى المعسكر الصيني. أو بمعنى أدق، من الغرب إلى أوراسيا. سوف تكون هناك تخفيضات مغرية للمشترين الأوائل! 😊

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا