مباشر

أمر واجب النفاذ: اعتباراً من الغد لن تتمكنوا من مشاهدة أو قراءة RT

تابعوا RT على
بإمكانكم تلقي مثل هذا الأمر من الولايات المتحدة الأمريكية في أي لحظة.

لقد أصبح موقع RT Arabic الأشهر من بين وسائل الإعلام العربية على شبكة الإنترنت، حيث حصل في العام الماضي على مشاهدات بلغت 33.9 مليون مشاهدة، في الوقت الذي حصل فيه موقع قناة العربية على 25.1 مليون مشاهدة، والجزيرة على 23.6 مليون مشاهدة، وسكاي نيوز على 16.5 مشاهدة شهرياً، وفقاً لبيانات منصة "سيميلار ويب" Similarweb.com.

في الوقت نفسه، تزداد المضايقات والقيود المفروضة على مواد RT من قبل الوكالات الحكومية الأوروبية وشبكات التواصل الاجتماعي الأمريكية كل يوم. فالتحدث بحرية يزداد صعوبة كل يوم.

إننا نرى كيف يشدّد الغرب باستمرار وبإصرار من رقابته على حرية التعبير، بينما يسمّيها بروح ديستوبيا جورج أورويل "مكافحة المعلومات المضللة". هذا ينطبق على القنوات المعارضة في الخارج، مثل RT، أو الخصوم الداخليين. حيث لم يقتصر الحظر على عشرات الآلاف من أنصار ترامب في شبكات التواصل الاجتماعي فحسب، وإنما في وسائل إعلام بأكملها أصبحت تحت الحصار، وحتى شبكات التواصل الاجتماعي مثل Parler، المشهورة لدى المعارضة الأمريكية، هي الأخرى مغلقة.

بالتزامن، نرى كيف تقوم شبكات التواصل الاجتماعي الغربية، مثل "فيسبوك" و"يوتيوب" بدور نشط في تشجيع الاحتجاجات في روسيا.

وكمقيم في مدينة موسكو، كنت أشاهد في كل مرة أسجل فيها الدخول إلى موقع "يوتيوب" في الأسابيع الأخيرة، لا ما أريد أن أشاهده، ولكني كنت أشاهد صفحة كاملة من روابط لمصادر مختلفة تعلن عن فيلم "القصر" المزعوم لبوتين، وعن الاحتجاجات بشأن نافالني "المعارض" المدعوم من الغرب، والذي صدر بحقه حكم جنائي بتهمة ارتكاب جرائم مالية.

ليس ذلك من قبيل الصدفة على الإطلاق، كما أنه ليس من قبيل الصدفة أيضاً تعيين سفير الولايات المتحدة الأمريكية السابق لدى روسيا، ويليام بيرنز، رئيساً لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، فمن الواضح هنا من هو الهدف الأساسي لهذه المؤسسة.

كذلك فقد كتب سفير أمريكي سابق آخر في موسكو، مايكل ماكفول، مؤخراً مقالاً في مجلة الشؤون الخارجية Foreign Affairs، حول الحاجة إلى ضبط الخوارزميات المستخدمة "لتصنيف المعلومات وترتيب وتنظيم المحتوى على "يوتيوب" و"غوغل" و"بينغ"(من حيث ترتيب نتائج البحث) لتقليل المعلومات التي تنشرها روسيا عبر قنواتها الدعائية".

هكذا يتّضح أن وسائل التواصل الاجتماعي الأمريكية هي ساحة صراع، ومن الواضح أن الغلبة فيها تعود لمالكها الأصلي، الولايات المتحدة الأمريكية.

ويتم التسامح مع RT فقط طالما كان بإمكان هذه الشبكات الاجتماعية المشاركة في جهود زعزعة استقرار الوضع داخل روسيا.

في نفس الوقت، عقد الرئيس بوتين منذ أيام اجتماعاً مع رؤساء تحرير وسائل الإعلام الروسية، حيث قال رداً على سؤال عن احتمال إغلاق شبكات التواصل الاجتماعي الغربية، إن السلطات الروسية لن تتخذ أي إجراءات ضدهم بكل تأكيد، حتى إنشاء شبكات مماثلة روسية. ولكن حتى بعد ظهور هؤلاء، فسيتم النظر في الإجراءات على أساس كل حالة على حدة، ولن تغلق السلطات الروسية هذه المواقع لمجرد أنها أدلت بتصريحات ضد الحكومة الروسية. يأمل بوتين أنه بعد أن تفقد الشبكات الاجتماعية الغربية احتكارها، فإنها ستتصرف على نحو مختلف، لكنه لم يستبعد اتخاذ إجراءات ضدها إذا اتخذت هي إجراءات عدائية علنية ضد روسيا.

وبالفعل، يجري العمل لإنشاء شبكات اجتماعية روسية مماثلة لنظيراتها الغربية. وبالفعل فلدى روسيا "فكونتاكتي" vkontakte المماثلة لـ "فيسبوك"، كما اشترت شركة "غاز بروم ميديا" Gazprom Media شركة "روتيوب" Rutube التي ستطور الموقع البديل لـ  "يوتيوب"، ومنصة "أحسنت" كنظير لـ "تيك توك".

ومع ذلك، فإني، بعكس بوتين، لست متأكداً من أن خسارة الاحتكار ستمنع الحظر الكامل على RT من قبل شبكات التواصل الاجتماعي الغربية. أعتقد أنه في مرحلة ما، سيعتبر الغرب أن المعلومات الصادقة التي تبثها RT تمثل تهديداً أكبر وأهم بكثير من محاولاتهم اليائسة لدعم "المعارض" نافالني، المدعوم من 2% فقط من المواطنين الروس.

أعتقد أنه مع تفاقم الأزمة الداخلية في الغرب، ستزداد الرقابة هناك، وقد يتم حظر RT على "فيسبوك" و"يوتيوب" وغيرهما.

لهذا أدعوكم لمتابعة الأخبار، وأتوقع أنه في غضون نصف عام من الآن ستكون هناك شبكات روسية نظيرة للشبكات الأمريكية، وبالطبع سوف تتصدرها صفحات RT، وأنا على يقين من أن الجميع ستتاح لهم هناك الفرصة لمتابعة المشاهدة والاستماع بقناة RT، ولكن هذه المرة من دون رقابة وعلى شبكات التواصل الاجتماعي الروسية وليست الأمريكية.

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا