وجاء في المقال: أي أفكار وإن تكن جنونية حول "عودة" القرم إلى أوكرانيا، تلقى تصفيقا حارا في كييف. ومع أن جميع الخطط السابقة، بدءا من "استعراض" القوات الأوكرانية في سيمفيروبول وسيفاستوبول، إلى "الحصار" وقطع المياه، كانت أسطورية، بقيت فكرة استعادة شبه الجزيرة قائمة. وهنا، يرحبون بأي هراء، مثل الهراء الحالي المتمثل بعرض أوكرانيا على حلف الناتو إجراء عمليات جوية في السماء فوق شبه جزيرة القرم، أي فوق المنطقة غير التابعة لكييف وتحميها روسيا، التي لديها منظومات دفاع جوي قوية هناك- أربع كتائب من صواريخ إس 400.
عبارة "أهلا وسهلا"، بطائرات الناتو في سماء القرم، خرجت من فم وزير البنية التحتية في أوكرانيا فلاديسلاف كريكلي.
العرض المغري- "فتح" سماء القرم أمام طائرات الناتو مع إمكانية نقل قوات الحلف ومعداته وشحناته- صدر من كييف بعد أن رفعت الولايات المتحدة في أكتوبر 2020 الحظر الذي كان مفروضا على تحليق الطائرات المدنية فوق شبه الجزيرة. أي أنهم في واشنطن أدركوا أن الممر الجوي، الذي توفره روسيا على النحو الواجب، آمن حقا.
أما في كييف، فأسيء فهم الوضع. وألقى كريكلي بطعم أمام الناتو، بقوله: "مع الأخذ في الاعتبار إلغاء قيود إدارة الطيران الفدرالية الأمريكية على الرحلات الجوية في منطقة سيمفيروبول، نقترح استخدام هذا الجزء من المجال الجوي لعمليات الناتو الجوية. نأمل في الحصول على دعم الناتو في مراقبة الوضع الجوي على طول الحدود مع روسيا".
الرسالة واضحة - كييف "تسمح" لطائرات الاستطلاع الأمريكية بالتوجه مباشرة إلى حدود روسيا. ولكنها، لم تقل كلمة واحدة عن سلامة مثل هذه الرحلات الجوية. لم يكن هناك حديث عن إمكانية استخدام الطيران الأمريكي للمطارات العسكرية والمدنية الحالية في شبه جزيرة القرم، فهي ببساطة لن تصل إليها. مع أن الطائرات العسكرية الأمريكية استقرت على أراضي أوكرانيا منذ فترة طويلة.