وجاء في المقال: شكل انهيار اتفاقية "أوبك+" والمواجهة الروسية السعودية القاسية التي تلت ذلك في سوق النفط العالمية لمسة إضافية تعري السياسة السعودية الحالية.
إن الجيل الواصل إلى السلطة، الذي يجسده ولي العهد الحالي الأمير محمد بن سلمان، طموح وبعيد عن أفكار وتقاليد سلوك أسلافه. ناهيكم بأن محمد بن سلمان، الذي يقوم بإعادة بناء بلاده ويعلن رغبته في وضع حد لـ "التوسع الإيراني"، يشكل نموذجا يحتذى به لأنصار التغيير في العالم العربي. بالإضافة إلى ذلك، فهو مقبول من إسرائيل وأمريكا ترامب.
يمكن لولي العهد السعودي، دون خوف من أي عواقب وخيمة على سمعته، الدخول في مواجهة مع روسيا، متجاهلاً العلاقات الودية التي تطورت مع المسؤولين الروس، واثقا من أنه سيتلقى دعما إضافيا، محليا ودوليا.
وعلى الرغم من أن بين موسكو والرياض اليوم عددا كبيرا من الوثائق الموقعة المتعلقة بتنمية العلاقات في مجالات الاقتصاد والطاقة النووية والفضاء والاتصالات العسكرية التقنية والثقافة والتعليم، إنما نظرة واقعية فاحصة إلى هذه الوثائق ستكشف على الفور أنها مجرد بروتوكولات نوايا، لا ترقى إلى مستوى اتفاقيات تنفيذية كاملة. لا تزال العلاقات الروسية السعودية قيد البناء، وهذه العملية لا تزال بعيدة عن الاكتمال.
علاوة على ذلك، فإن الصرامة السعودية الحالية ضد روسيا، إذا حاولت موسكو سلوك مسار التصعيد مع الرياض، ستعري حتماً الخلافات السياسية العالقة حول إيران وسوريا وليبيا. وسوف يصبح خطر الاختلاف في هذه الحالة أكثر وضوحا.