وجاء في المقال: دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى دعم تطوير حقول النفط في سوريا لاستعادة اقتصاد هذا البلد. ووفقا لأردوغان، يمكنه تقديم هذا الاقتراح للزعيم الأمريكي دونالد ترامب أيضا.
وفي الصدد، قال الخبير في مشاكل الشرق الأوسط ميخائيل بالبوس:
الحقول الكبيرة في شرق سوريا، تحت سيطرة الولايات المتحدة بالكامل. من ناحية أخرى، تريد تركيا المشاركة في بنية ما بعد الحرب في سوريا، بما في ذلك التأثير في اقتصادها.
المشكلة الرئيسية، ليست في الولايات المتحدة، فهي، عاجلا أم آجلا، سوف تغادر. المشكلة الرئيسية، في عدم رغبة الحكومة السورية في السماح لتركيا بالمشاركة. وللولايات المتحدة مصلحة في إضعاف التعاون الروسي التركي بشكل عام، ولكن من المشكوك فيه أن تتمكن من عرض شيء محدد.
أما الأستاذ المساعد في الجامعة المالية،غيفورغ ميرزايان، فقال:
الرئيس التركي، على الرغم من أنه مغامر، يُظهر، مرة أخرى، أنه سياسي بارع للغاية.
فبعد فشله في إقناع فلاديمير بوتين بتركه "وجهاً لوجه مع الأسد"، يحاول أردوغان، مدركاً أن روسيا وإيران وسوريا ستخرجه، عاجلاً أم آجلاً، من الأراضي السورية، إحداث انقسام بين الحلفاء. إنه يحاول التظاهر بأن بوتين يتفق مع تركيا على سرقة النفط السوري. إلا أن استفزازات الرئيس التركي السلطان ستمنى بالفشل. نعم، هناك خلافات بين الحلفاء، لكن حتى الآن توحدهم الرغبة في إخراج تركيا من سوريا. فتركيا، كما أظهرت أحداث الأشهر الأخيرة، استنفدت قدراتها على أن تكون بنّاءة، وباتت الآن عقبة أمام التسوية السياسية في سوريا وإنهاء الحرب الأهلية هناك.
ألا يخشى أردوغان، بعرضه أخذ النفط من الأكراد، مواجهة غضب الولايات المتحدة؟
لا، لا يخشى. العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا مخربة عمليا، لكنها لن تتدهور إلى ما دون مستوى معين. فتركيا، شريك مهم في الناتو، ولا مصلحة للأمريكيين في قطع العلاقات معها تماما. ولأشدَ ما يريد أردوغان طرد الأمريكيين من سوريا، فهم يعوقونه هناك. لكنه يريد أن يفعل ذلك بأيد روسية.